(نفق جلبوع.. الطريق إلى القدس)… معرض كاريكاتير في دمشق

على مدى عقود طويلة، كان فن الكاريكاتير الفلسطيني أحد أبرز الوسائل التعبيرية التي تصور معاناة الشعب الفلسطيني وحراكه المستمر، في سبيل انتزاع حريته واسترجاع حقوقه المسلوبة، وتقديراً لما قام به أبطال نفق الحرية في معتقل جلبوع، أقامت مؤسسة مهجة القدس التي تعنى بشؤون الأسرى والشهداء الفلسطينيين معرضا لفن الكاريكاتير، بعنوان (نفق جلبوع.. الطريق إلى القدس)، جسد معاناة الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

وضم المعرض ما يقارب 140 لوحة كاريكاتيرية لفنانين على مستوى العالم، جمعتهم وسائل التواصل الاجتماعي، وتجسد الواقع الفلسطيني وصورت معظم اللوحات نبات الصبار الذي كان يعني الكثير لأحد الأسرى.

وأوجد المعرض وحدة الترابط بين المقاومة والفن، كما فعل ناجي العلي، عندما جسد مقاومة الشعب الفلسطيني برسوماته الكاريكاتيرية.

وأكد مدير مؤسسة مهجة القدس المحامي نديم العجوري أن هذا المعرض يقام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى، لتحرر عدد من الأسرى من معتقل جلبوع، عبر نفق حفر بملعقة، وله دلالات ومعان عميقة، أهمها أن فلسطين حاضرة في البعد السياسي والشعبي اليومي بكل عناوينها، وقضية الأسرى هي القضية الأبرز، موضحاً أن هناك ثلاثين أسيراً يضربون عن الطعام اليوم في معتقلات الاحتلال، احتجاجاً على جرائمه وانتهاكاته بحقهم.

ولفت مسؤول المنظمات الشعبية والنقابات في حركة الجهاد الفلسطينية الدكتور ضرار الكوسا إلى أن المعرض يؤكد على أن الأسرى في سجون الاحتلال هم أيقونة النضال الثوري، وأصحاب الإرادة الفولاذية الذين يواجهون الظلم بأجسادهم الحرة وإرادتهم الصلبة التي لا تكسر، وما زالوا جزءا لا يتجزأ من عناوين المواجهة مع العدو الصهيوني، مبيناً أهمية الفن في إيصال رسالة الحق الفلسطيني إلى كل حر وشريف في هذا العالم.

وقال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية عبد المعطي أبو زيد: إن المعرض يسلط الضوء على نضال الشعب الفلسطيني، ومحاولته كسر قيود الاحتلال، متمنياً أن يكون هناك إضاءات أكثر من خلال المعارض والندوات على قضايا الأسرى تحديداً.

الأسير المحرر علي اليونس، رئيس لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لفت إلى أن مشاركتهم اليوم في هذا المعرض تؤكد أن إرادة الأسرى هي أقوى من كل الأسلاك الشائكة، والأسوار العالية وأبراج المراقبة، مشدداً على أن أسرانا الأبطال قادرون على انتزاع حريتهم من الكيان الإرهابي الصهيوني.