سلطت ندوة “اللغة والأدب في مواجهة الغزو الثقافي” الضوء على دور اللغة العربية وأهميتها في مواجهة الغزو، الذي يسعى إلى احتلال العقول وتشويه صورة الأدب العربي، وإظهار المجتمع العربي بالصورة المتخلفة وإضعاف الأسس الثقافية فيه.
وبين الباحث والكاتب الدكتور نبيل طعمة خلال الندوة التي استضافها ثقافي أبو رمانة أنه علينا التفريق بين منظومة تبادل الثقافات والاكتساب الجيد من الآخر، والغزو الثقافي الذي يكون مضمونه هو استعمار الشعوب بقوة بديلة عن استخدام السلاح المباشر، بهدف الهيمنة الحضارية الحديثة والسيطرة على التكنولوجيا الصناعية، لافتاً إلى أن الغزو الثقافي والفكري الحديث من أخطر الإشكاليات على مر التاريخ البشري.
وأضاف طعمة إنه لا بد من تعميق الوعي الثقافي بتربية روحية وأخلاقية ووطنية منفتحة على الموروث والآخر ودفن ما يؤثر سلباً على ثقافتنا، وذلك بصياغة ثقافية إعلامية إنتاجية تبني حركة اجتماعية واقتصادية متوازنة ذاتياً وموضوعياً وعدم تفضيل ثقافة التغريب على ثقافتنا.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني بين أن الغزو الثقافي أحد أهم أدوات الاستعمار لفرض ثقافته ولغته وعاداته وتقاليده بهدف الفوقية والاستعلاء، لافتاً إلى أن الغزو الثقافي لا يرتبط بالتدخل العسكري فقط وإنما يمكن أن يحدث من خلال الإعلام والاقتصاد والتعليم والعادات والتقاليد تحت ذريعة تطوير وتحديث الشعوب التي يراد غزوها.
ولعل من أهم العوامل المساعدة على التصدي للغزو الثقافي حسب الحوراني هو تعزيز الوعي المجتمعي من خلال تعزيز الثقافة الوطنية، والاهتمام بالقراءة والتشجيع عليها وخاصة عند الأطفال والناشئة، والعمل على إقامة المسابقات في هذا المجال، إضافة إلى الاهتمام باللغة الأساسية من خلالالإعلام والتربية والتعليم لحماية العقول التي تدافع عن كيان وطنها.
من جهته أشار الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة إلى خطورة المصطلحات الغربية والأجنبية التي يستخدمها بعض المثقفين في أحاديثهم وتعاملهم لأن هذا ما يفتح أخطر أبواب الغزو، مبيناً ضرورة المحافظة على اللغة العربية وحمايتها من كل المحاولات التي تهدف إلى تهميشها وإضعاف حضورها.
وتركزت مداخلات الحضور على ضرورة العمل، والتفريق بين المثاقفة والغزو الثقافي، وتقوية وسائل مواجهة هذا الغزو الخطير على الشعوب عن طريق الندوات والمحاضرات لتعزيز ثقافة القراءة لدى الجميع.