يونس خلف
صحيح أن الحالة الشعبية التركية تبدو مع التقارب التركي السوري لأسباب كثيرة تعززها النسبة الأعظم من القوى السياسية التركية والجمهور التركي الذي يؤيد الانفتاح على سورية لا سيما بعد كل ما تسببت به سياسات النظام التركي والتي ثبت فشلها وسقوطها .. لكن الصحيح أيضاً أنه لا يمكن لتركيا تحسين العلاقات مع دمشق قبل تجاوز العديد من الحواجز والتغلب على كثير من الصعاب ربما أهمها العلاقات مع بعض الدول العربية لإن الانفتاح على هذه الدول العربية من دون دمشق لأن سورية هي البوابة التجارية الاقتصادية الأهم لأنقرة عبر الطريق الواصل فيها بين معبرين باب الهوى مع تركيا ونصيب مع الأردن ومهما كانت خلفية أردوغان الإيديولوجية كما يتحدث ا لكن هناك مصالح عليا لا يمكنه تجاوزها والانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحاسمة في عام 2023 تنتظره .وإذ يرى البعض أن قرار أردوغان بفتح صفحة جديدة هو تكتيكي فإن مثل هذا الافتراض يتناقض مع مصالح تركيا الاقتصادية حيث هناك 70 بالمئة من الاقتصاد التركي ومصالحه مرتبطة بآسيا ( الصين وإيران وروسيا ودول آسيا ) يضاف إلى ذلك ملف اللاجئين السوريين الذي تحول إلى ملف داخلي تركي تستخدمه المعارضة ضد أردوغان كمؤشر على فشله وتورطه وإخفاق سياساته .كذلك الصحيح والمؤكد أن سوريا مستعدة لإعادة العلاقات مع تركيا، شرط أن تنهي احتلالها لمناطق شمال سوريا ولا تقدم الدعم للجماعات الإرهابية على الأراضي السورية ولا يمكن لتركيا أن تتحدث عن المصالحة، وفي نفس الوقت ترسل مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى داخل الأراضي السورية، فالوجود التركي في سوريا هو احتلال ولا بد من زواله بشكل أو آخر ولذلك تبقى تصريحات أردوغان ذات أهداف “داخلية “لجهة أنها تقف على أعتاب انتخابات رئاسية مصيرية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم . لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير لأي عاقل أن من مصلحة دمشق وأنقرة التوافق والتعاون، على الأقل في المجالات الأمنية، لضبط الحدود ومكافحة الجماعات الإرهابية التي تُشكل تهديداً للجميع لكن هل يستطيع أردوغان أن يتحرر من القيود والإملاءات الأميركية .