التوازنات القادمه، وهمٌ وكذب

ا

عالم عربي مضطربٌ من محيطه إلى خليجه، دون أي مؤشر ايجابي يوحي بانفراج سياسي أو اقتصادي، بل على العكس تتنامى تداعيات كل الأزمات الربيعية لتصب عبيرها المفترض على القضايا الكبرى (القضية الفلسطينية)، فمنذ انتهاء الحرب الباردة بدأت التغيرات الواضحة في هيكلية النظام الإقليمي العربي الذي لم يكن اكثر من جسم لين تعبث به يد الخارج وتمحوره بما يخدم مصالحها وبما يزيد من حالات الاضطراب في كل المنطقة،
كيف لنا أن نسأل عن التوازنات القادمة في ظل ما يحدث؟!. قتل ومجاعة في اليمن، العدو عربي!! انهيار اقتصادي في كل الدول العربية(سورية)، الهدف المستحيل الذي خيَب الغرب وامريكا، ترزح اليوم تحت وطأة الغلاء والحصار الاقتصادي المزدوج بعد سنوات الحرب العشر الظالمة وبمساندة ودعم عربي، بعد ان كان ينعم بالاستقرار والأمن والأمان وسبل العيش الرغيد الذي لم يرق للغرب، فأشعلوا فتيل ثورة مزعومة ومدعومة بكم هائل من السلاح ومن البشر الذين قَدِموا من كل أنحاء المعمورة وتحت مسميات عجيبه، فما الذي يريده مواطن أفغاني من الحكومة السورية ولماذا يطالب بالحرية(وهو في الحقيقة لايعدو كونه شخصا معاقا عقليا،) لا يخفى على القاصي والداني اللعب على الوتر الطائفي والذي فشل بقوةِ وإرادةِ الحق وتصدي الشعب والحكومة في سورية، ومع ذلك لم يكلوا ومازالوا يلعبون بكل الأوراق مستندين على علاقاتهم مع عملائهم من أصحاب النفوس الرخيصة، ليبقى الوضع داميا وقلقا ولزرع اليأس في النفوس لاستنزاف كل مصادر الخير الكامنة في كل أرجاء الأراضي السورية.
انهيار اخلاقي، اجتماعي واقتصادي، كل الأمور تشابكت مؤخرا واختلطت الأوراق، لكن أعين الصهاينة بقيت متيقظة، هاهم اليهود الصهاينة يدخلون وبشكل متكرر ساحة المسجد الأقصى لأهداف استفزازية وقحة مُعلنةغير أبهين بأحد لأنهم قد حصلوا على الضوء الاخضر الدائم، ويبدو ان كل مايقال عن الحق الفلسطيني، والطفل الفلسطيني انه لا يعني احدا في الكون، حتى المنظمات الدولية التي اعتادت على خفض الأصوات بمبالغ زهيدة وسلل غذائية وكأن الفلسطيني كائن مختلف لايحق له ان يعيش انسانيته كاملة وان يمارس حياته الطبيعية في بلده… ارضه فلسطين!
إنها صفقة القرن أيها السادة، بعرَابِها كوشنير صهر ترامب المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، صفقة تستبعد كل العرب وحتى الفلسطينين، فهي بين رون ديرمر السفير في واشنطن وكوشنير فهي حسب مخططهم النعش الأخير للقضية، إنها ألعن واخبث من وعد بلفور ذاته.
لقد تعهدوا بهذه الصفقة ان يُدفن نهائيا التعهد بإقامة دولة ثانية بين النهر والبحر، إنه الإنجاز العظيم بالنسبة لترامب ونتنياهو، وللأسف جلّ الزعماء العرب الذين لم يؤيدوا الصفقة علنا كانوا في حقيقة الأمر السند والمُيَسر الفعلي لها.
كيف ستكون الأمور مستقبلا؟
َماذا عن اتفاقيات السلام؟
ماذا عن مخيمات اللاجئين في الأردن؟

ماذا عن تصريح سفير واشنطن في تل أبيب ان إسرائيل ستضم أجزاء من الضفة الغربيةيوليو المقبل؟
وماذا عن الاتحاد الأوروبي الذي أعلن منذ اكثر من شهر عن أن موقفه لم يتغير وانه يرفض سياسة الضم الإسرائيلية
لقد بات كل ما يقال لايعدو اكثر من هراء لتنفيذ الاجندات الحقيقية بالخفاء وتحت ستار التوازن الدولي، لم يعد من امل يرتجى إلا بقدرة إلهية تنصف أصحاب النفوس الأبية والشعب الاعزل الذي يقاوم حتى اللحظة بالإيمان والحجر، ويبدو أنه ليس أمامنا إلا أن نسأل الله إحقاق الحق، لأن عودة أصحاب النفوذ من ذوي النفوس الضعيغة إلى ضمائرهم بات امراً مستحيلامستحيلا، لكن الرمق الحر لن بستكين وسيبقى شرارة في وجه بني صهيون

فخري هاشم السيد رجب