على ضفاف بردى وسط روضة من الأشجار الوارفة وتحديدا في الربوة حيث اختاره ليكون مكان إقامته بعد نفيه من بلده الام الذي قاوم من أجله خمسة عشر عاما ضد الاحتلال الفرنسي إنه الأمير عبد القادر الجزائري جاء من الجزائر إلى دمشق حاملا احرفها في لقبه واستقر مع عائلته عام ١٨٧١ في منزله في الربوة الذي يعود بناؤه إلى حوالي ١٤٠ سنة ليستقر بين جدران دمشقية لاتخلو من عبق شُرِّف بتاريخ الجزائر وكعادة الدمشقيين التفوا حول القائد الذي سبقته شهرته إلى دمشق فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء الذين أعطوا الدروس في الجامع الأموي انذاك وكانت له مشاركته في الحياة السياسية حيث وبعد أربعة أعوام من إقامته واستقراره في دمشق حدثت فتنة الشام عام ١٨٦٠ واندلعت أحداث طائفية دامية فيها ولعب الزعيم الجزائري دورا هاما فقد فتح بيته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق
كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم وهذه المأثرة لازالت تذكر حتى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلده الجزائر انتهت حياته عام ١٨٨٣ عن عمر ناهز خمسة وسبعين عاما في دمشق وقلبه في الجزائر ليترك خلفه مئات المؤلفات والاحفاد الذين اختارو دمشق مكان استقرارهم في صورة تجسد وحدة الدم العربية الحقّة ليبقى قصر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق وفي حي العمارة الدمشقي تحديدا وبمساحته ال ١٨٣٢ متر مربع المؤلف من طابقين مملوكا لصالح محافظة دمشق لأغراض سياحية وثقافية يعود بكل من يقصده لسيرة أمير وقائد مشرِّفة تحتضنها دمشق بعد ١٣٩ سنة على الرحيل …
إعداد :مجد حيدر