الشاعر محمود نقشو يبحث في العلاقة بين الشعر وفن العمارة

تداخل الفنون والآداب مع بعضها مسألة طالها الكثير من الأخذ والرد منذ فلاسفة اليونان قبل أن يعترف فيها بعصرنا الحالي ويشرع الباحثون في دراسة ما بين الأجناس الإبداعية من ترابط كما فعل الباحث والشاعر محمود نقشو خلال محاضرة نظمها فرع جمعية العاديات بحمص.

ووجد نقشو أن ما بين الشعر وفن العمارة علاقات شكلية وفكرية متماثلة رغم ان العمارة اقرب إلى الهندسة إلا أن القصيدة برأيه كالعمارة تتضمن تعبيراً فنياً جمالياً فكرياً يتسق فيه الشكل مع المضمون.

وللشعر والعمارة وفق نقشو وظيفة متماثلة اجتماعية و نفسية وبيولوجية وينتميان الى مدارس فنية واحدة من واقعية وكلاسيكية أو تعبيرية أو رمزية مبينا أن كليهما مصممان بأسلوب وظيفي جمالي.

واستشهد المحاضر بآراء عدد من الشعراء والفلاسفة بالعالم بما يتصل بفن العمارة والشعر فبرأي الفرنسي بول فاليري العمارة شكل من أشكال محبة الناس كالشعر تماما أما الألماني هيجل فسمى العمارة بالشعر الصامت والتي كانت أول لقاء بين الإنسان والمادة.

واعتبر نقشو أن الشاعر إنحاز منذ القديم إلى العمارة في سائر أعماله من حيث هندسة القصيدة اللغوية والتخييلية والألفاظ التي يستدعيها من حقل معرفته مذكرا بما كتبه أفلاطون على واجهة أكاديميته بأن لا يدخلها إلا مهندس ورأى أن نطالب اليوم بأن يكتب على أقسام العمارة في كليات الهندسة لا يدخلها إلا شاعر.

وتوصل نقشو في ختام محاضرته إلى أن القصيدة تشغل فضاء واسعا كالعمارة بوقت انتفعت فيه الفنون من علم الهندسة مثل الرسم التكعيبي والعمارة والنحت فصارت وظيفتا العلم والفن متداخلتين ومنسجمتين ضمن حدود لا نهائية وهذا ما يؤكد وحدتهما الكلية حيث لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

يذكر أن محمود نقشو مواليد حمص 1955 حاصل على إجازة في الهندسة الكيميائية عضو اتحاد الكتاب العرب صدرت له عشر مجموعات شعرية ومؤلفات في الدراسة والنقد.

سانا