إرث أيقونة البازلت السوري في معرض استعادي للراحل القدير فؤاد أبو عساف بثقافي أبو رمانة

تتباين المجسمات، وتتعدد آفاق التعبير، في منحوتات يبرزها المعرض الاستعادي الأول لأعمال النحات السوري فؤاد أبو عساف بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، والذي أقامته وزارة الثقافة في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.

وضم المعرض 12عملاً نحتياً من البازلت، ومنحوتة خشبية، وعدداً من الدراسات الفنية التي وثقها الراحل، وتعرض لأول مرة كما تلى المعرض ندوة ثقافية شارك فيها الناقد، والإعلامي سعد القاسم، والفنان والناقد التشكيلي غازي عانا، وزوجة الفنان الراحل النحاتة نجود الشومري فيما أدارتها الإعلامية أمل الشومري، كما تضمنت الندوة عرض فيلم عن حياة الفنان أبو عساف.

وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح صحفي خلال افتتاح المعرض، أن إحياء ذكرى الفنان أبو عساف عن طريق إبداعاته وتخليدها في الذاكرة البصرية عبر معرض استعادي هو واجب وضرورة للتعريف بالمبدعين واحتضان الفن، والفنانين وتكريس أعمالهم للأجيال القادمة، وتثمين إنتاجاتهم، وخاصة لفنان كبير استطاع أن يطوع البازلت الصلب العنيد ويحوله إلى لوحات غاية في الرقة، والجمال وبسلاسة جعلت التمثال يترجم مكنوناته من الأفكار.

وذكر مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد في تصريح لمراسلة سانا أن المعرض دوري واستعادي، وذلك لأهمية منتج الفنان الراحل في الحركة التشكيلية السورية كونه جسراً يصل الجيل المخضرم بجيل الشباب، ويعد من أبرز وجوه الحركة الفنية والثقافية في سورية.

وتحدث الناقد والإعلامي سعد القاسم خلال الندوة، عن أهمية تجربة أبو عساف بالنسبة للنحت السوري، مبيناً أن المعرض تذكار لتجربة الراحل الغنية والمهمة، رغم قصرها الزمني والتي تضمنت مشاريع متعددة نفذ بعضها والبعض الآخر كان قيد التنفيذ.

وبين القاسم أن الراحل اعتمد على البازلت كخامة أساسية، وارتبط معها بعلاقة وطيدة استنبطها من تراث منطقته ليكرس أعمالاً فنية لمبدعين مخضرمين ويضفي عليها بصمته الخاصة المميزة برؤى روحانية وإنسانية مشيراً إلى أعماله المعروفة بالحيوية والاستثنائية والتنوع الفكري والتعدد، ولم تستطع أروقة المعرض استيعاب إلا جزءاً صغيراً منها حيث توزعت في صالات محلية وعالمية وساحات فنية كبيرة.

وقدم الفنان عانا تلخيصاً عن الرحلة الفنية للراحل أبو عساف، وعن مشروعه وتطويره على مستوى سورية والعالم إضافة إلى أفكاره الإبداعية التي قدمها للجيل الشاب، حيث عمل جاهداً على تنفيذها حتى آخر لحظة في حياته، وكانت ورشة الخزف من ضمنها.

وتطرق عانا إلى الجانب الإنساني من حياة الراحل لما تميز به من كرم وعطاء، إضافة إلى اللمسة الروحية التي ميزت منحوتاته والتي مزج فيها بين القوالب الإنسانية والتعاطف مع الحياة ونبذ الجرم والشر.

أما زوجة الراحل نجود الشومري تحدثت عن الجانب الشخصي للفنان أبو عساف وبأنه قضى عمره بين أحلامه بتقديم رؤى جديدة للتشكيل السوري، ورغم آلاف الأعمال التي قدمها والتي وصلت لأكثر من خمسة آلاف منحوتة فرحل وخلد إرثاً أكبر من الدراسات الفنية التي أرشفتها وجمعتها في مجلد، وعرضت في المعرض وتعود لعام 2013 تقريباً.