الشابة الكفيفة لينا شوبك تخطف الأنظار بحرفيتها في صناعة سلال الخيزران

نوعت مواهب الشابة الكفيفة لينا شوبك لتبهر النظر بمنتجاتها الفريدة من الخيزران بعد أن أبدعتها أنامل أتقنت هذه الصناعة بحرفية عالية عكست سيلاً من التميز الفطري في موهبتها الفنية التي لم تحل دون إتمام دراستها العلمية والحصول على دبلوم التأهيل التربوي من جامعة حلب إلى جانب مواظبتها العمل في تحميض صور الأشعة بمشفى حلب الجامعي وقضائها الكثير من أوقات الفراغ مع شقيقها في لعب الشطرنج.

وتتحدث الشابة لينا لنشرة سانا الشبابية عن بدايتها بتعلم حرفة صناعة سلال الخيزران وحبها لها منذ الطفولة فتقول: “تعلمت صناعة سلال الخيزران وأنا في المدرسة مذ كان عمري عشر سنوات واعتبرتها آنذاك هواية فريدة عملت على إتقانها وخلال فترة الحرب على سورية بدأت بشراء الخيزران وصناعة المنتجات البسيطة بأشكال منوعة من سلال صغيرة وعلب محارم وصناديق بأحجام مختلفة وغيرها”.

وأضافت: أبدأ عملي بوضع القش بالماء الساخن وله عدة أنواع منه الرفيع والمقشور وأنواع بلاستيكية ملونة وخفيفة تتم صناعتها بنفس طريقة الخيزران الطبيعي وأستخدم معه هياكل الخشب أو المعدن التي يتم صنعها مسبقاً لدى النجار أو الحداد فأقوم بزرع قوائم الخيزران فيها وشبكها مع بعضها البعض لتشكل منتجاً فنياً جميلاً.

وأشارت إلى مواجهة بعض الصعوبات في عملها منها عدم امتلاك المعدات الكافية لتثبيت الخيزران البلاستيكي على المعدن وضيق المكان كونها تقوم بتصنيعها في المنزل وكذلك غلاء المواد الأولية المستخدمة وفي طليعتها الخيزران الذي يتجاوز سعر الكيلو غرام الواحد منه 80 ألف ليرة لافتة إلى مشاركتها في عدة معارض وتسويقها لمنتجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تميز الشابة لينا لم يتوقف هنا بل سار بالتوازي مع تحصيلها العلمي بإنهاء مرحلة التعليم الجامعي ونيلها إجازة في اختصاص اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة حلب ومتابعة دراسة دبلوم التأهيل التربوي الذي يعتمد على الجلسات العملية أكثر من النظرية.

كاميرا سانا رافقت لينا إلى كلية التربية بجامعة حلب فكانت تسير بخطى واثقة حفظتها عن ظهر قلب مستعينة بالعصا المعدنية لداخل المبنى ولقاء مشرفي دراستها في الدبلوم حيث أوضح عميد كلية التربية الدكتور حليم أسمر أن لينا تلقى كل العناية من قبل إدارة الكلية وهي ملتزمة بدراستها وخاصة في الجانب العملي وتملك طموحاً علمياً نحو آفاق واسعة للمستقبل وما زالت تتذكر الأسئلة التي تم طرحها عليها مع بداية تقدمها لشهادة الدبلوم وهذا يؤكد حضورها والتزامها في دراستها.

لينا أيضا موظفة بالمشفى الجامعي بجامعة حلب منذ أكثر من سبع سنوات وتعمل في قسم الأشعة بتحميض الصور حيث تقوم باستلام الأفلام بعد تصويرها للمرضى وتحميضها وتعبئتها من جديد ضمن غرفة مظلمة حفظت أركانها لتؤدي عملها بإتقان وتنجز يومياً من 100 إلى 120 صورة مع حفظ مقاسات الأفلام وسبق لها أن عملت في المقسم الهاتفي بالمشفى بتلقي الاتصالات وتحويلها لأقسام المشفى وتقول: إنها تحفظ نحو 700 رقم رباعي ونحو 400 رقم موبايل وتتقن عملها بتركيز متواصل.

ويقول رئيس المقسم في المشفى: إن لينا استطاعت التأقلم مع العمل والحياة ولديها قوة انتباه وقابلية للتعلم والتدريب وتملك ملاحظة قوية وتحفظ العديد من الأرقام وتواكب تطورات المهنة وبذلك حققت نجاحاً بعملها ولاقت القبول الجيد من الوسط الذي تتعامل معه وخاصة في خدمة الناس الذين يكنون لها كل الاحترام.

.

وكان للأم سناء شوبك دور بارز في رعاية واحتضان وتشجيع لينا منذ الصغر على الدراسة واصطحابها يومياً إلى المدرسة وتقول مع غصة صحبها ذرف الدموع: إنها عيناها التي لم تستطع الرؤية بهما وما زالت كذلك حتى دخولها الجامعة وإنهاء مرحلتها الجامعية ومع تعلقها وحبها لمهنة صناعة سلال الخيزران حرصت على تأمين كل احتياجاتها من المواد الأولية حيث حققت نجاحاً في جميع أعمالها.