يونس خلف
مهما كانت مخرجات قمة طهران في الميدان فإن (قسد) باتت أمام خيارات محدودة ونعتقد أن المرحلة وصلت إلى الدخول في نفق من الصعب الخروج منه كما يريد ويشتهي أصحاب الشأن في قسد أو المشغل الأساسي وهو الأميركي. الدخول إلى نفق أمر كان لا بد منه إذا ما علمنا إن البداية كانت اصلا بلا أي أفق . وكانت الحسابات خاطئة .من هنا يمكن النظر إلى ما تم في قمة الرؤساء المنعقدة بطهران بإيجابية سواء لجهة الرسالة الواضحة بأن على من يرتبطون بالأمريكيين عدم إعطاء تركيا أي غطاء لتبرير غزوها للأراضي السورية أو أن كل مخططات تقسيم سوريا ستفشل وكل ذرة تراب محتلة ستعود . وأنه لا بد من الانسحاب الكامل من الشريط الحدودي السوري على طريق «m4» تنفيذاً لاتفاق سوتشي . وأكثر من ذلك تسليم قسد معبر اليعربية الحدودي في الحسكة على امتداد طريق الـm4 للجيش العربي السوري لاستخدامه كممرّ لتمرير المساعدات الإنسانية الدولية إلى سورية . والأمر الآخر كانت الرسالة واضحة أيضا بأن أي اعتداء تركي على الأراضي السورية وإقامة ما يسمى منطقة آمنة يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة وبالتالي الرفض التام والمؤكد لسياسات التتريك والتدخلات التركية في شؤون سورية وبالتالي على جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكلٍ غير شرعي الخروج من الأراضي السورية. ولعله من الطبيعي أن تكون كل تلك الرسائل هي احد أشكال المواجهة للاحتلالين الأميركي والتركي ولا بد من زوالهما لاسيما أن قوات الاحتلال الأمريكي تواصل نهب الثروات السورية بالتعاون مع أدواتها من الميليشيات الانفصالية وقد آن الأوان أن تعود قسد إلى حضن الوطن ولا تستقوي بالأجنبي وأن تستفيد من الدرس الكبير عندما تورطت مع المحتل الأميركي بالنزعة الانفصالية بلا أي أفق إلى أن وصلت إلى النفق .