بقلوب مفعمة بالإيمان وبدعم نفسي من العائلة والأطباء واجهت الشقيقتان مها وحمامة مسلم من محافظة اللاذقية مرض سرطان الثدي الذي أصابهما وتابعتا بكل قوة وشجاعة رحلة علاجهما من هذا المرض.
“من يتابع رحلة علاجه بقوة وعزيمة فلا بد أن تنتصر إرادة الحياة على مرض السرطان” بهذه العبارات تحدثت الممرضة مها مسلم 47 عاماً متزوجة وأم لطفلين لمراسلة سانا عن إصابتها بسرطان الثدي في عام 2021 وشفائها منه بعد 6 أشهر.
وتقول مها: “لقد كنت أتابع بشكل دوري فحوصات الثدي في مستوصف بلوران ومنذ 3 أعوام أكتشفت وجود كتل حميدة في جانبي الثدي الأيمن والأيسر وقد تمت إزالتها بنجاح لتعاود الظهور بعد عام وأيضاً تمت إزالتها ولكن في العام الفائت تم اكتشاف بداية لظهور كتلة سرطانية في الجهة اليمنى وهنا بدأت رحلة العلاج باستئصال الثدي وقد تلقيت 6 جرعات كيميائية وقائية في مشفى تشرين إضافة إلى مجموعة من الأدوية لمدة 5 سنوات إلى جانب إجراء فحوص وتحاليل وصور إيكو كل 3 أشهر للبطن والثدي.
دريد محمد مسلم زوج المريضة مها يقول: “كانت لحظات قاسية عاشتها العائلة عند سماع خبر إصابة زوجتي بسرطان الثدي ولكن سرعان ما تبدل الشعور إلى تحد للمرض وقد كنت المرافق والداعم الأكبر لها في جميع رحلات العلاج ولكن الصدمة الأسوأ كانت عند تساقط شعرها بعد 15 يوماً من تلقي الجرعة الأولى لكن الأولاد وأنا وقفنا معها لتتجاوز المحنة بسلام وهذا ما حدث فعلاً فكانت قوية في مواجهة المرض وآلام العلاج والأعراض المرافقة له دون حتى أن تفكر في وضع شعر مستعار إنه القدر ويجب علينا قبوله بالرضا والتسليم والعلاج.
أما الشقيقة الأخرى فهي حمامة مسلم 42 عاماً متزوجة وأم لثلاثة أطفال وتقول: ” بعد إصابة أختي بمدة شهر لاحظت وجود كتلة في الثدي الأيمن وبعد الفحص تبين أنها كتلة قديمة لم تظهر بالفحص العادي ولكن بعد فترة بدأت بالنمو وبعد التحليل والصور تبين أنها خبيثة وأيضا تم استئصال الثدي وتلقيت 8 جرعات كيميائية وتم الشفاء وقد استمديت قوتي من أختي مها في شجاعتها بمقاومة المرض فقد كانت قوية ومؤمنة وصبورة وسندي في محنتي والحمد لله شفينا نحن الاثنتان سوية”.
وتوجهت الشقيقتان بالنصيحة للسيدات بالمبادرة إلى الكشف المبكر عن السرطان بكل أشكاله مستثمرات الحملة الحالية التي تقام على مستوى محافظة اللاذقية لما لذلك من فوائد توفر آلام الأصابة بما فيها الألم النفسي على المريض وعائلته ومحيطه ولا سيما في ظل الظروف الراهنة.