معلمات من محافظة حلب كرسن حياتهن لاستمرار العملية التعليمية رغم الإرهاب الذي عانت منه المحافظة لسنوات عدة حيث صممن على متابعة رسالتهن التعليمية وأن يكن شموعاً تنير درب الأجيال.
وتستعيد ندى حج حمادة موجهة تربوية لحظة تعرضها خلال عام 2012 لرصاصة قناص أطلقها الإرهابيون في منطقة الجميلية أثناء ذهابها لتفقد الواقع التعليمي في إحدى المدارس إلا أن القدر شاء أن تمكث في جسدها ولكنها لم تقف أمام شغفها بإكمال رسالتها التربوية.
وتؤكد حج حمادة لمراسلة سانا أن الإصابة منحتها طاقة إيجابية ودافعاً للعمل والاستمرار في العملية التربوية ولا سيما بناء الإنسان الذي يشكل الركيزة الأساسية لإعادة الإعمار.
في حين فقدت المعلمة عبير مكانسي من مدرسة الفرقان المحدثة ساقها اليسرى لدى تعرض مدرستها عام 2016 لقذيفة صاروخية أطلقها الإرهابيون وتسببت باستشهاد 9 تلاميذ وأثناء معالجتها في مشفى حلب الجامعي وإخبارها بإمكانية تركيب طرف صناعي كانت شديدة السعادة بإمكانية عودتها إلى مهنة التعليم التي أصبحت جزءاً من حياتها.
وتقول مكانسي: إن الإصابة زادت من عزيمتها بمتابعة تدريس التلاميذ وإعدادهم ليكونوا منارة المستقبل ولا سيما أن المعلم شمعة تحترق لتنير درب الأجيال القادمة.
بدورها أوضحت ناظلي سلطان المعلمة في مدرسة دلال المغربي الدامجة أن الابتسامة واستخدام الوسائل والأساليب التعليمية الحديثة في غرفتها الصفية وتنمية المواهب من أهم أسباب نجاحها في جذب التلاميذ من ذوي الإعاقة للمدرسة لافتة إلى أن حب التلميذ للمدرسة والمعلمة يسهم في إنجاح العملية التعليمية ويعزز ثقته بنفسه وأن الإعاقة ليست حاجزاً يمنعهم من بناء مستقبلهم العلمي.
كما أمضت عبير العمر موجهة الإرشاد الاجتماعي لدى مديرية تربية حلب 43 عاماً في عملها التربوي لإيمانها بالرسالة السامية للمعلم في تنشئة الأجيال ولا سيما أن المعلم يسعى خلال مسيرته التربوية إلى تعليم التلاميذ ويعمل على تطوير مهاراته واكتساب المعلومات والخبرة لنقلها إلى طلابه.