في تجربة جديدة من نوعها… عاملات في قسم كهرباء صحنايا يعملن مؤشر عداد

تجربة جديدة تخوضها العاملات في قسم كهرباء صحنايا يثبتن من خلالها قدرتهن على تحدي الصعاب والعمل بمهن كانت في السابق حكراً على الرجال.عاملات اخترن الانتقال من الوظيفة الإدارية إلى العمل الميداني دون الالتفات إلى الضغوط الاجتماعية ليعملن بصفة مؤشر عداد وهي مهنة غريبة للسيدات كونها لم تكن من الأمور الدارجة في السابق وفق رأي العاملة رولا أحمد من قسم طوارئ صحنايا.

وبينت رولا في حديثها لـ سانا أنها خاضت هذه التجربة لتسهم في خدمة بلدها ولتكون يداً بيد مع الرجل خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تكاتف الجميع في كل المهن ومن جهة أخرى لإفساح المجال لرفاقها الشباب للعمل بالصيانة والطوارئ والإصلاح لتلبية حاجات المشتركين المتزايدة وكون هناك نقص في كوادر الصيانة لافتة إلى أن أي عمل في بداياته صعب لكن بعد الدعم والتدريب كل شيء يصبح سهلاً واعتيادياً.وأشارت إلى أنها خضعت وزميلاتها لدورة في التأشير تعلمن خلالها أنواع الساعات والعدادات وطريقة الحصول على القراءة الصحيحة والدقيقة لها وهي اليوم تزاول عملها دون أي صعوبات ولا سيما بعد أن تلقت الدعم والمساعدة من مديريها وزوجها.بدورها أكدت أميمة صبحي العاملة في القسم أنها تحب عملها الذي تقوم به أثناء التغذية الكهربائية رغم أنها وجدت صعوبة في بداية الأمر بإقناع عائلتها ولا سيما زوجها بعملها الجديد لكنه تقبل الأمر لاحقاً مقدمة النصح للسيدات بالتوجه للأعمال التي كانت حكراً على الرجال بنظر المجتمع للمساهمة جميعاً في خدمة بلدنا بأي مجال.“رغبة في تلبية نداء الواجب وسد النقص بعدد الذكور في القسم” بهذه العبارة خاطبتنا رانيا أحمد لافتة إلى أنها انطلقت للعمل كمؤشرة عداد بناء على رغبتها وتشجيع من مديرها وزملائها في العمل.

وأضافت “العمل قوة للمرأة وفي البداية حصلنا على دروس نظرية ثم عملية برفقة المسؤول سابقاً عن قراءة العدادات إلى أن تمكنا من تطبيق المعلومات على أرض الواقع”.وقالت رانيا: “واجهنا في البداية صعوبات تمثلت بعدم تقبل المجتمع لنا كعاملات بتأشيرة العداد لكن مع مرور الوقت اعتادوا علينا وباتوا يقدمون لنا المساعدة” لافتة إلى أن سنوات الحرب كانت كفيلة بأن تقوي المرأة وتجعلها تخوض تجارب لم تكن تعتاد عليها ولا سيما بعد أن وقع عليها عبء كبير في البيت والعمل بغياب الزوج لتلبية نداء الواجب والدفاع عن الوطن أو فقدان المعيل للمنزل بسبب ظروف الحرب.لؤي سليمان الموظف بقسم كهرباء صحنايا بين أن عمله الأساسي كان مؤشر عداد في القسم لكنه انتقل حالياً للعمل في مجال الطوارئ وصيانة الشبكات والأعطال لسد النقص الحاصل بعد أن قام بتدريب مجموعة من السيدات على العمل في مجال تأشيرة العدادات.وأوضح سليمان أنه قام بتدريب زميلاته من خلال شرح أنواع العدادات وطريقة الحصول على التأشيرة وطرح الصعوبات التي من الممكن أن تواجههن والحلول التي اكتسبها من خبرته الطويلة في هذا المجال.

مدير قسم كهرباء صحنايا المهندس عمار أحمد أوضح أن القسم يخدم منطقة ذات كثافة سكانية عالية وهي داريا وصحنايا والأشرفية والمجمع الصناعي من جهة القدم بور سعيد حتى بناء الكويتي والسبينة لافتاً إلى أن عدد المشتركين بعدادات الكهرباء وصل إلى 111 ألف مشترك وعدد العمال 190 عاملاً موزعين على مقر القسم ومكاتب الطوارئ وكوات الجباية.وقال أحمد: “بسبب الحرب ووضع البلد وتلبية الشباب لنداء الواجب والتحاقهم بالخدمة العسكرية بات لدينا نقص بالكادر الشبابي العامل ومن باب سد النقص والاستفادة من الكادر النسائي ومن منطلق المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في ميادين العمل تم تكليف بعض العاملات الموجودات في القسم بمهمات التأشيرة وقطع التيار وحالياً لدينا تجربة مطبقة في ضاحية 8 آذار”.وأضاف أحمد: إن العاملات في القسم خضعن لدورة مدتها شهر من زملائهم المؤشرين وبعد أن تمكن من العمل تم تكليفهن بمزاولته مشيراً إلى أن هذه التجربة رائدة وفي حال نجاحها سيتم تعميمها على باقي الأقسام لتغطية وسد النقص الموجود.

سانا