أكد الكسندر فوتشيتش رئيس جمهورية صربيا أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” بقيادة الولايات المتحدة ارتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين خلال العدوان الذي شنه على جمهورية يوغسلافيا الاتحادية السابقة 1999 دون تفويض شرعي من مجلس الأمن الدولي.
وقال فوتشيتش في كلمة ألقاها خلال فعالية رسمية في مدينة كرايليفو الصربية تخليداً للذكرى السنوية الـ 23 لضحايا قصف حلف “ناتو” ليوغسلافيا السابقة “إن جل ما أراده الشعب الصربي هو البقاء في وطنه وحماية دياره أمام 19 دولة من حلف شمال الأطلسي أرادت إظهار غطرستها لإركاعه” لافتاً إلى أن دول الحلف أقدمت بعتادها العسكري على قتل أرواح آلاف الأبرياء.
وأشار فوتشيتش إلى أن حلف الناتو شن عدوانه هذا على دولة ذات سيادة وإحدى مؤسسي منظمة الأمم المتحدة دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن الدولي والمنظمة الدولية وقال “إن دول الحلف لا تتذكر ذلك اليوم وأنا أطالبها أن يدعونا فقط في هذا اليوم على الأقل أن نتذكر آلاف الأشخاص الذين قتلتهم وألا تهين ضحايانا إذ منعتنا منذ سنوات من قول إن ما فعلوه هو عدوان ويطلبون منا في كل عام الركوع أمامهم والاعتذار لهم على مهاجمتنا وقتلنا وقتل أطفالنا لكننا.. لن نركع ولن نتوسل لأحد.. نريد أن نتذكر الضحايا ولن ننسى ما قمتم به بحق بلدنا وشعبنا”.
وطالب فوتشيتش المجتمع الدولي بالحفاظ على أرواح الشعب الصربي وإنهاء النزاعات مشدداً على أن بلاده متمسكة بالحفاظ على السلام وقال “إن أولئك الذين يعتقدون أنهم سيقتلوننا ويطردون شعبنا يجب أن يعلموا أن ذلك لن يحدث مطالباً العالم بإنهاء النزعات”.
وفي هذا السياق اشارت السفيرة روكسا ندا نينتشيتش مندوبة صربيا لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في اجتماع المجلس الدائم للمنظمة الذي عقد في فيينا أمس إلى أن أهوال العدوان العسكري غير المشروع لحلف الناتو لاتزال موجودة في ذاكرة الشعب الصربي مشددة في الوقت ذاته على التزام بلادها بإحلال السلام والاستقرار والحفاظ على وحدة واستقلال أراضيها.
بدورها أكدت ليليانا سمايلويتش الصحفية في مجلة نيديلنك في مقابلة بثها التلفزيوني الصربي أن الإعلام والرأي العام الأميركي نسيا قصف يوغسلافيا السابقة وكأنهم محوا ذلك من ذاكرتهم الجماعية.
يذكر أن حلف الناتو اتخذ في آذار عام 1999 من المواجهة المسلحة بين الانفصاليين الألبان في كوسوفو والجيش والشرطة الصربية حجة لقصف جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة التي ضمت وقتها صربيا والجبل الأسود متجاهلاً موقف مجلس الأمن ما أدى وفقاً لتقديرات الحكومة الصربية إلى مقتل آلاف الأبرياء.