يوم الشعر العالمي الذي قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” الاحتفال به في الـ 21 من آذار من كل عام يظل ذكرى تحييه البشرية لأن الشعر صاحب قوة لا نظير لها في سائر ضروب الأدب والفن في التعبير أمام الآخرين كما جاء في رسالة اليونسكو بهذه المناسبة
للعام الحالي.
وانطلاقاً من مقولة الشعر ديوان العرب وعنوان الأدب لأبي فراس الحمداني ولمعرفة دوره في زمننا طرحت سانا أسئلة على مجموعة من الشعراء والمشتغلين بالثقافة حول مدى الحاجة إلى الشعر وهل ما يزال له ذات الأهمية التي كانت في الماضي.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني تحدث عن إطلاق الاتحاد للعديد من الأنشطة على مستوى فروع الاتحاد بالمحافظات للحفاظ على قيمة الشعر والتذكر بأنه يلعب دوراً بتكوين الشخصية الثقافية التي يجب أن تكون مهمة في فترة تتعرض فيها ثقافتنا لغزو فكري يستهدف مقومات هويتنا.
ويوافقه في الرأي الشاعر توفيق أحمد رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي ونائب رئيس الاتحاد الذي رأى أن الشعر يقوم بمساهمة مهمة في أي حضور ثقافي وأي مواجهة لأنه يعكس ذات الفرد والمجتمع مشيراً إلى سعي اتحاد الكتاب الى الحفاظ على حضوره الحقيقي بشكل لا يتخلى عن مقوماته.
الشاعر اللبناني جهاد الأحمدية الذي يشغل منصب مقرر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب وجد أن من يكتب تاريخ الشعوب والأمم الحقيقي البعيد عن التاريخ المشبوه الذي يكتبه المنتصرون إنما هو الشعر بوصفه ضميراً للأمة وناطقاً بلسان حالها.
وأشار الأحمدية إلى أن اتحاد الكتاب أطلق لهذه المناسبة سلسلة مهرجانات تحت عنوان “دور الشعر في الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الإنسانية” اعتلى من خلالها الشعر عرين الكلام وباح بصدق الأحاسيس وعمق الرؤى متمسكاً بالقيم الانسانية النبيلة مصوراً آلام الناس مبشراً بقادم أجمل وفقاً لتعبيره”.
الشاعرة هيلانة عطا الله التي أصدرت 6 دواوين وترجمت العديد من قصائد الشعر الفارسي إلى العربية وصفت الشعر بأنه كائن ينتقل بين البشر ورأت أن القصيدة العربية متألقة رغم ما يشوبها من تشويه وخاصة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هذه المحاولات سيوقفها الأصيل الذي سيبقى معبراً عن مشاعر الناس ما بقيت الحياة لأن الشعر حافظ على اللغة ومكنها من استيعاب المجردات الكامنة في روح الانسان وعقله.
غير أن هنالك من الشعراء من يقر بوجود حالة عزوف لدى الكثيرين عن متابعة الشعر بسبب ظروف الحياة وتسرب أنواع لا علاقة لها بالقصيدة كما الشاعر محمود علي السعيد صاحب النتاج الغزير الذي يؤكد إصرار كبار الشعراء على المحافظة على الشعر ومتابعتهم له من خلال تكريس جماله وموسيقاه وحماية اللغة العربية لتكون القصيدة انعكاساً حقيقياً لواقع الأمة ونضالها في وجه ما تتعرض إليه من مؤامرات.