وضعت وزارة الاتصالات والتقانة اللبنة الأولى على طريق الاستفادة من ميزات وخدمات الحوسبة السحابية التي بدأت بالدخول إلى البلدان العربية خلال السنوات الماضية وبدأت مشروعا في هذا المجال بخبرات وطنية كجزء من مشاريع التحول الرقمي الذي تنتهجه سورية.
الحوسبة السحابية أو ما يعرف Cloud Computing هي خدمات واعدة ومتطورة سترسم ملامح المرحلة المقبلة عالمياً بما تحمله من خصائص وتقدمه من ميزات وفق مدير الخدمات المعلوماتية في وزارة الاتصالات والتقانة المهندس نازار يايليان الذي أكد في لقاء مع سانا أن المشروع الذي تنفذه الوزارة تمت استضافته وتشغليه من قبل الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة وسيصبح جاهزاً للعمل على الخدمات الحكومية على الشبكة الحكومية الآمنة.
وأوضح يايليان أن هذه الخطوة الأولى ستتبعها خطوات لاحقة في المرحلة القادمة خلال العام الحالي حتى الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها الشركات والمؤسسات والكيانات وحتى الأفراد الاستفادة من هذه الخدمات السحابية مع إمكانية النفاذ للإنترنت.
وذكر مدير الخدمات المعلوماتية أن المزايا الكبيرة للسحابة بدأت تظهر اليوم كتوجه عالمي جديد وأهمها تقليل الإنفاق كون المستخدم لا يحتاج إلى شراء الخوادم الضخمة وتكبد عناء صيانتها وتأمينها كما أنها تتيح سهولة الوصول إلى البيانات الخاصة للمستخدمين من أي مكان وفي أي وقت عن طريق أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة وتضمن استمرارية الخدمة من خلال تقديم نسخ احتياطية بشكل دوري لبيانات العملاء وملفاتهم المهمة وتقوم بتحديث لبرامج التشغيل لضمان عدم تعرض البيانات للفقدان لأي سبب كان كما أنها توفر أعلى مستويات التأمين لكل البيانات وحمايتها من التعرض للسرقة أو القرصنة أو التخريب.
وأوضح المهندس يايليان أنه من الخدمات التي تقدمها السحابة في المرحلة المقبلة خدمات البريد الإلكتروني وخدمات التخزين السحابية التي تعد من أهم الخدمات والتي توفر سعات تخزينية للملفات على الإنترنت دون الحاجة إلى امتلاك أقراص تخزينية فعلية على الجهاز ويمكن الوصول إليها من أي جهاز يتوافر به الإنترنت إضافة إلى خدمات التطبيقات السحابية التي تستخدم لأداء بعض الوظائف مثل التعديل على البيانات والصور وإنشاء الملفات النصية والجداول دون الحاجة إلى تثبيت برامجها على جهاز المستخدم لإنجازها ودون استهلاك للسعة التخزينية.
البنية التحتية كخدمة (IAAS) تعرف بأنها أدنى الخدمات التي يمكن أن تقدمها السحابة حيث إن طالب الخدمة لن يحتاج إلى التجهيزات الحاسوبية أو أي معدات افتراضية أو فيزيائية كالخوادم وغيرها لأن مقدم الخدمة السحابية سيوفرها له ما يتيح لطالب الخدمة التفرغ لإدارة نظم التشغيل وقواعد البيانات والتطبيقات التي يتم تشغيلها وفق المهندس يايليان.
ولفت يايليان إلى أن الشكل الثاني للحوسبة السحابية هو تقديم المنصة كخدمة (PAAS) بمعنى أن مقدم الخدمة السحابية يقوم بإدارة الأمور التشغيلية مثل نظام التشغيل والشبكات والنسخ الاحتياطي والحماية في حين يتولى المستخدمون أو طالبو الخدمة تطوير وتنصيب وإدارة التطبيقات والبيانات الخاصة بها فقط بينما الشكل الثالث البرمجيات كخدمة (SAAS) وهو الأكثر شهرة وأهمية بين خدمات الحوسبة السحابية يكون فيه المستخدم غير مسؤول عن أي شيء عدا عن ضبط إعدادات وتخصيص الخدمة حسب ما يناسب احتياجاته كونه يشترك في برمجية معدة مسبقاً تعمل على منصة سحابية وهو يقوم بتشغيل التطبيقات عن بعد.
وتتنوع التعابير والتعريفات العالمية التي تشرح الحوسبة السحابية لكنها تعد من أهم التحولات والتطورات التكنولوجية الكبرى في العالم وتقدم خدمات بعيدة المدى وواسعة النطاق على شبكة الإنترنت ما يجعل دول العالم تتجه في العصر الراهن نحو الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية.