استعرض المشاركون في اليوم الثاني من ورشة العمل المتخصصة بتطوير التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية لناحية الفاخورة في محافظة اللاذقية عدداً من المقترحات والصعوبات المحتملة والحلول بعد دراستها ضمن مجموعات عمل تضم فنيين ومختصين ومزارعين وممثلين عن جهات حكومية.
الورشة التي تستمر 4 أيام في منتجع أفاميا باللاذقية تنظمها الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع المؤسسات الرسمية بالمحافظة وممثلي المجتمع المحلي وخبراء ومختصين تشكل محطة لتنظيم الأدوار ولإشراك أصحاب الخبرات والمجتمع المحلي في اتخاذ القرار والرأي حيال كل ما يلزم للنهوض بتنمية المناطق المستهدفة.
وفي تصريح لمراسلة سانا قال مدير فرع الأمانة السورية للتنمية في محافظة اللاذقية راني صقر “إن الورشة لا تطرح حلولاً مؤقتة إنما تهدف إلى وضع خطة متكاملة لتحقيق التنمية المستدامة بعد دراسة دقيقة للمعطيات وتحديد المتطلبات وطرح جملة من المقترحات بما يتناسب مع واقع المنطقة مع الأخذ بالاعتبار تنوع المحاصيل الزراعية والمداورة بين القرى وتأمين مستلزمات إنجاح هذه المشاريع التنموية”.
ولفت صقر إلى أن المشاريع المطروحة شملت 13 عنواناً زراعياً تخصصياً تنوعت بين الزيتون والحمضيات والتبغ والنباتات الطبية والعطرية والمحاصيل العلفية وتربية النحل والأبقار والأغنام والدواجن وإتاحة ورفع كفاءة استخدام المياه والدعم الفني والإلكتروني ودعم التسويق والتسويق الإلكتروني إضافة إلى محاولة إعادة إحياء مهنة تربية دودة القز.
وأوضح الخبير الزراعي المهندس منذر خيربك أن الورشة جاءت استجابة للأضرار التي لحقت بعدد من قرى ومناطق المحافظة من جراء الحرائق التي وصلت في بعضها إلى نحو 70 بالمئة وآثارها السلبية التي انعكست بشكل كبير على المزارعين وتسببت بتدهور المحاصيل الزراعية وخسارة الكثير من الأشجار المثمرة والحراجية مشيراً إلى أن ناحية الفاخورة تشتهر بإنتاج كميات كبيرة من زيت الزيتون حيث يوجد فيها نحو مليون شجرة تضرر منها ما يقارب 70 أو80 بالمئة وبلغت الأضرار التي لحقت بالحمضيات نحو 50 بالمئة من أصل نحو 600 ألف شجرة.
ونوه خيربك بالأفكار البناءة التي طرحتها مسودة الورشة والتي تم التوصل إليها بعد استطلاع رأي أهالي المنطقة حول الاستمرار في زراعة محاصيل قديمة أو تأسيس مشاريع جديدة بما يتناسب مع طبيعة المنطقة وتوافر المقومات اللازمة للنجاح وأثرها الإيجابي إذا ما تم تبنيها وتنفيذها على أرض الواقع من ناحية تسريع دوران عجلة العملية التنموية ومساعدة الأهالي على العودة إلى أراضيهم وتحسين دخلهم مؤكداً أن الإنتاج الزراعي ودعم العملية الإنتاجية في ظل الظروف الحالية هما عماد الصمود للبلد والعودة إلى الزراعة هي خطوة أولى لتحقيق الانتعاش الاقتصادي.
رئيس جمعية الأعشاب الطبية في سورية ومدير شركة سيريا للأعشاب الطبية في منطقة بكراما بريف اللاذقية الدكتور شادي خطيب نوه بالنتائج الجيدة التي حققتها تجربة النباتات الطبية والعطرية مشيراً إلى أهمية تشجيعها كزراعة تكميلية وداعمة تساهم في توفير دخل إضافي وتدريب الفلاحين على زراعة النباتات الطبية الملائمة للمنطقة والأنواع والأجزاء التي يمكن الاستفادة منها طبياً كالزوبع السوري (الزعتر الخليلي) والزعتر الإبري والمليسة وحشيشة الليمون والزوفا والميرمية وتوزيعها بالتعاون مع مشتل بسين الذي ينتج النباتات الطبية والعطرية وكيفية استدامة هذه الزراعة دون التأثير على الزراعات الأساسية.
المزارع علي عثمان من قرية اسطامو في ناحية الفاخورة لفت إلى أهمية المشاركة بمثل هذه الورشات والندوات لدورها في تعزيز المعارف والإطلاع على آفاق جديدة تمكن من إيجاد حلول وزراعات بديلة مدرة للدخل تخفف من وطأة الخسارة التي لحقت بالمحاصيل والأراضي منوهاً بالاهتمام الكبير الذي أولته الأمانة السورية للتنمية بمختلف فرقها للمتضررين ومتابعة أمورهم.
يشار إلى أنه تم اختيار ناحية الفاخورة في الورشة باعتبارها أكثر النواحي المتضررة من الحرائق على مستوى منطقة القرداحة بشكل خاص واللاذقية بشكل عام لتكون نقطة البداية للاستراتيجية التنموية التي ستستمر في كل المناطق المتضررة من الحرائق التي اندلعت في المنطقتين الساحلية والوسطى أواخر عام 2020 للوصول إلى مجتمع مستدام يتمتع باكتفائه الذاتي واستثمار موارده بالشكل الأمثل للنهوض بالواقع المعيشي والاجتماعي مع التركيز على الملف الزراعي.