تجارب شعرية متنوعة سجلت حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي المعاصر كانت حاضرة في المهرجان الذي نظمه المركز الثقافي في أبو رمانة لسبعة شعراء ينتمون لأجيال ومناطق سورية مختلفة.
المهرجان أقيم بالتعاون مع مجلة الياسمين وغلبت على قصائد الشعراء المشاركين فيه المواضيع الوطنية والاجتماعية وشملت أشكال الشعر بأنواعه فألقى الشاعر ثائر زين الدين عدداً من نصوصه التي اقتصرت على التفعيلة وبمواضيع انسانية ووطنية وطرحت رؤى اجتماعية كقوله:
ها إنها أمست تمام الواحدة
أغطيتي تحرق جلدي لم تجئ بعد
وريح تدفع الباب بكف باردة
المزج بين الفلسفة والوجدان غلبت على قصائد الشاعرة ليندا ابراهيم التي كانت العاطفة الصادقة أهم مكوناتها كقولها في نص من البحر الوافر طريقي:
النوم ليس له بديل .. سأعرفه وإن عز السبيل
وأمضي وجهتي قلبي .. وروحي سترشدني إذا غاب الدليل
وكانت الصور الشعرية غالبة في نص الشاعرة أحلام بناوي العاطفي الذي جاء من البحر البسيط مع القافية الملائمة للموضوع فقالت:
شربت صوتك من كأس بلا عنب يا خمر صوتك كم أسرى وكم سلبا
لي فيه رقصة حلاج ولي وله تفوق فيه قدودا أسكرت حلبا
على حين جاءت قصيدة الشاعر ابراهيم عباس ياسين تحمل هموماً ومتاعب تعبر عن قهر بعاطفة وجدانية جاء على البحر البسيط فقال:
أقول للقلب كم ضاقت بنا السبل
إلام نمشي فلا نمشي ولا نصل
هذا الطريق إلى اللاشيء يأخذنا
ونحن نعى بلا جدوى ونبتهل
وفي نص الشاعر قحطان بيرقدار ظهرت الكنايات الشعرية واضحة ليعبر عن حالة عاطفية صادقة على البحر الخفيف فقال:
أدركيني قبل أن أتبدد .. واجمعيني براحتيك لأصعدا
قبل عينيك ما اعتراني فيض .. وأنا الآن كم أغيب وأشهدا
ومن عبارات حكت عن الصدق والوفاء بنت الشاعرة الطبيبة مرام النسر نصها المليء بالصورة المعبرة على تفعيلات البحر الكامل مستخدمة الروي الملائم للموضوع حيث قالت:
فوق الذي نلقاه كنت ألاقي
يا سيد الأشواق فك وثاقي
يا تاركا للريح قلبي كيف لي
ألا أراك وأنت في أحداقي
وحكت الشاعرة لينا مفلح في نصها على لسان حال امرأة صدمها الخداع والكذب وقهر من حولها لها بشكل عفوي ووجداني وذلك على البحر البسيط فقالت:
الساعة الآن أحداث ملفقة
غمازات ووجه نصف فنجان
ظل طريق ومرآة مهشمة
على الجدار ورسم دون ألوان
مديرة تحرير مجلة الياسمين لينا الخطيب التي أدارت المهرجان نوهت بهذه المشاركة المتميزة على صعيد الكم والنوع من شعراء أثبتوا علو كعبهم وكانوا فرسانا حقيقيين للقصيدة السورية المعاصرة.
رئيسة المركز الثقافي في أبو رمانة رباب أحمد رأت أن تنوع المشاركين يعطي للشعر حقه ولا سيما أن ما قرأه الشعراء قدم صورة بانورامية عن جمال النص الشعري الراهن في سورية رغم كل ما طال البلاد عبر هذه السنوات.
سانا