معرض «أجيال» يحاكي الشباب والأساتذة في لقاء يقدّم تمازجاً جميلاً في الخبرة

تنوع بين الجيل الشاب الغض والجيل اللاحق المتمرن، ومن ثم الجيل المخضرم والواصل إلى مرتبة الأستذة. هذه المراحل العمرية التي جمعها معرض(أجيال) الذي افتتح بالآرت هاوس بدمشق، برعاية وزارة الثقافة.

معرض حافل بالتجارب الشبابية النزقة، والتي تسعى لكي تتبلور بالأسلوب والتجربة لتصقل نفسها، وما بين الأعمال النحتيّة والرسم، حضن المعرض نحو ستة وعشرين عملاً، متفاوتة الأحجام. منها تجارب جديدة وبعضها مما شارك بها الفنانون في معارض سابقة للفنانين: عمران يونس، عبد قاشا، أحمد قاشا، صلاح حريب، شهد الرز، ميار عبيدو، مهند البيك، زين قالندري.

الانغلاق عن التجارب الشابة

يضم المعرض ثمانية فنانين، يقوم برعايتهم والاهتمام بهم الفنان التشكيلي عمران يونس، الذي أشار إلى المتعة التي قدمتها هذه الفرصة من خلال المعرض، مشدداً على أهمية نشاطات كهذه، من حيث إنها تُغني الحركة التشكيلية والتي اعتبرت أن جيل الكبار منهم منغلق على تجارب الشباب، وعن أعماله المشاركة فيه يتابع: في كل فترة أعمل على مشروع جديد، بفكرة وبمواضيع مختلفة، وأظن سيكون هذا المشروع الأخير باختصاصه بالطبيعة، كما شاركت بالوقت الحالي بثلاثة أعمال، استخدمت فيها مادة الكولاج المعجونة بمواد مختلفة، كي أخلص إلى تركيبة تشكيلية أنا أريدها وأحبها، ومن خلالها أصور الطبيعة كما أراها، والمواد التي استخدمتها في هذا الموضوع: أقمشة، عجائن ورق، ألياف، إكريليك».

من الفوتوغراف إلى الرسم

الخبرة تأتي أحياناً من الموهبة أو من المنزل الذي يتربى به الشخص، الفنان أحمد قاشا نشأ على تذوق الفن لكونه ابن النحات العالمي جميل قاشا، ولكن قرر أحمد ألا يمسك الإزميل ويطوع الحجر كأبيه، بل اختار الريشة والألوان ليكتسب مع تواتر الخبرات أسلوباً مميزاً به.

وعن مشاركته في معرض (أجيال) يقول أحمد: تخرج العام الماضي في كلية الفنون الجميلة، وما أعمل عليه في اللوحات هو مواضيع تتعلق بما تركته الحرب في ذاكرتنا، بمشاهد أحاول تصويرها من خلال اللون واللوحة. والعمل الذي أشارك فيه بالمعرض موضوعه بين التجريدية والتعبيرية، وأنا أحاول أن أجد أسلوبي الخاص الذي يجب أن أسير وفقه مشكلاً شخصيتي التشكيلية، من خلال اللوحات بحيث سأعثر على الخط الذي سأتبعه في فني».

وفي سؤال لـ«الوطـن» عن أيهما أقرب إلى قلبه، الصورة الفوتوغرافية أم اللوحة والرسم؟ أجاب: «إن خُيرت بين الصورة الفوتوغرافية وبين التصوير الزيتي عبر الرسم، فأنا سأكون مع الرسم والريشة، وسألتزم بهما أكثر من التزامي بالتصوير الفوتوغرافي».

تفاؤل قادم

من المشاركين الفنان مهند البيك، في ثلاثة أعمال نحتية، تصور حياة الحيوانات، وعن مشاركته قال: «المشاركة في هذا المعرض تجربة جيدة لنا نحن المشاركين الخريجين الجدد من كلية الفنون الجميلة، ومن الأعمال هناك ما شاركت به بأعمال جماعية سابقة، ومنها أعمال جديدة تحكي عن حياة الحيوان بشكل عام». الشاب مهند متفائل بالحركة التشكيلية الشبابية وبالاهتمام المقدم لهم عبر المعارض الجماعية ليتابع» من خلالها يتعرف الجمهور علينا وعلى الأعمال والتي تتطور بالمراحل، كي تصل وتتبلور بأسلوب يعبر عن الفنان والمدرسة التي ينتهجها».

إعادة خلق

كما تحدثت الفنانة شهد الرز عن الأعمال النحتية التي شاركت بها قائلة: «هذه ليست أول مشاركة لي، لقد شاركت بحوالي ثماني مرات بمعارض جماعية، وفي معرض (أجيال) أشارك بعدة أعمال نحتية، واحد منها هو مشروع تخرجي، أما المجموعة الأخرى فجسدت بها فكرة الطوفان، كيف بحلوله يأخذ كل شيء يقف أمامه، وكيف يدمر كل شيء بلحظة. قمت بتجسيد مشاعر الخوف والصراع الممزوج بإعادة الخلق والحضور بالهروب للنجاة. أما بالنسبة للمواد التي عملت عليها فهي من الخشب والتراب والطين، وأخذتها من الأرض كما هي ولم أتدخل بها».

الفرصة جيدة

على حين تمسّك الفنان ميار عبيدو بأهمية المعرض وحضوره مع الفنانين لاكتساب الخبرات، ليقول: «هذا المعرض مهم جداً لجيل الشباب، وخصوصاً أنه يعطينا الفرصة لعرض أعمالنا أمام الجمهور، ولنتبادل الخبرات مع زملائنا، واكتساب الخبرة من الجيل المتقدم عنا والجيل المخضرم بالفن التشكيلي. وفيه يشاهد الجمهور مراحل أعمالنا وكيف نتطور في التشكيل، وأنا شاركت بلوحة جديدة، أما بقية لوحاتي المشاركة فهي أعمال قديمة وكنت شاركت بها في معرض فردي أقيم منذ شهرين تقريباً، واعتمدت بإنجاز اللوحات الثلاث على الألوان الزيتية والإكريليك».

خروج عن المألوف

وأخيراً توقفنا مع زين قالندري الذي تحدث عن مشاركته: «أنا خريج كلية الفنون الجميلة وفي مرحلة الدراسات العليا الماجستير في اختصاص الخروج عن المألوف، أو ما يمكن تسميته التركيب أو التجهيز بالفراغ، حيث إن سطح اللوحة لم يعد هو الفراغ، بل المكان كلّه وبطبقاته هو جزء من العمل الفني. وأعمالي ليست كلها جديدة وكنت شاركت بها في معارض سابقة، ولكنها تجريدية ومهدت لي للوصول إلى عملي الجديد، والذي أدخلت فيه مواد مضافة كالأقمشة والجرائد، بطبقات كي تمنحني الظل والنور، ومن فوقها وضعت اللون، كي أخرج عن سطح اللوحة لأقدمه بطريقة الـ(3d)، إذاً أقدم التجريد بطريقة مختلفة من خلال إقحام إضافات جديدة. وأخيراً للمعرض أهمية كبيرة من خلال النصائح التي قدمها الفنان التشكيلي عمران يونس، فهذا سيسرع لنا القدرة على النضوج الفني واكتساب المراحل والوقت».

الوطن