الشرعية الدولية نائمة أم مخطوفة .؟!


                     
   يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
  
بدون مقدمات نسأل  :  متى تستطيع الأمم المتحدة أن تتحرر من سيطرة الولايات المتحدة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الوجود الفعلي للدول .؟ سؤال مشروع لكل من يعلم إن فاعلية الأمم المتحدة تكمن في أن تكون قراراتها عاملاً لحفظ السلام والأمن وليس سبباً للتوتر وجسراً للعبور باتجاه المصالح الاستعمارية ، وإذا كانت المؤسسات الدولية من هيئة الأمم إلى مجلس الأمن إلى غيرها من منظمات حقوق الإنسان قد عبثت بها التحالفات الأميركية الصهيونية  إلا أن الأمور وصلت لمرحلة  تهدد مصير دول وشعوب بينما المؤسسات الدولية لاحول ولا قوة لها إلا كما تريد أميركا  ، والشواهد والوقائع التي تتفرج عليها الأمم المتحدة كثيرة دون أن تحرك ساكناً إلا باتجاه المصالح الأميركية . 
فرغم أن القاصي والداني يعرف تماماً أنه عندما يصبح العالم بلا شرعية دولية فإن هذا يعني بالضرورة الانفلات من كل قيد أو رادع وبالتالي اللجوء إلى القوة العسكرية لحل النزاعات والخلافات التي تنشب بين الدول والشعوب . ورغم أن ما حدث ويحدث هو إسقاط تام لكل المقومات والأسس والمبادئ التي قامت عليها الشرعية الدولية وأصبح العالم أقرب إلى غابة يسودها منطق القوة  ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمدت تجاوز مجلس الأمن وإسقاط الشرعية الدولية لتفتح الطريق أمام هدفها الاستراتيجي وهو التأسيس لمنظمة سياسية جديدة لابد أن تكون أكثر طواعية بيد القوة الأمريكية  . رغم ذلك كله وما تسببت به من تهديد في الصميم لمصير القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين مختلف الدول ويحدد طبيعة الأفعال والممارسات التي تقوم في هذا المجال .. رغم ذلك العالم كله يخضع لشريعة الغاب والذئاب الأميركية والغربية الاستعمارية منفلتة على الدول وشعوبها وثرواتها ، ولا يستطيع المجتمع الدولي أن يمارس دوره ويلجم دعاة الحرب ولا يتمكن من توفير الحماية والحصانة لكل الأعراف والقوانين والمبادئ الحضارية والإنسانية ، فمن بقي في العالم كي ينقذ الأسس التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة ويعيد الحياة لذلك الميثاق الذي استند على قاعدة حفظ السلم والأمن وتنمية العلاقات بين الأمم على أساس حرية مبدأ التساوي في حقوق الشعوب أم يبقى العالم بلا شرعية .؟!