للخيول العربية السورية الصافية حكاية طويلة مع التاريخ يعرفها كل من اقتناها وحافظ على تربيتها كموروث أصيل وخصوصاً لدى تلك العائلات التي ورثت تربية سلالات هذه الخيول منذ عقود طويلة. في البوادي العربية ولا سيما السورية نشأ الجواد العربي ومنها انطلق إلى العالم بصفاته الفريدة ولعل أبرزها القوة والسرعة وجاءت كتب الأنساب السورية لتوثق تاريخ هذه السلالات وفقاً لأحد أهم خبرات الخيول العربية باسل الجدعان عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة العالمية للجواد العربي . وفي تصريح لـ سانا قال الجدعان” إن الجواد العربي الأصيل في سورية يحظى باهتمام كبير فوزارة الزراعة والاصلاح الزراعي تقوم عبر مكتب الخيول العربية بتوثيق سجلات السلالات والارسان من خلال إجراءات محددة للتسجيل كما أنها تقدم المقننات العلفية للمربين بينما يأتي دور الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة لتشجيع الاستمرار في التربية للحفاظ على هذه الثروة من خلال تنظيم النشاطات والسباقات والبطولات في كل عام عبر أجندة سنوية”. وأضاف الجدعان: استضافت سورية العديد من المهرجانات والنشاطات الدولية لعل أبرزها اجتماع المنظمة العالمية للجواد العربي عام 2007 وقبل جائحة كورونا تمكنت سورية من إقامة مهرجان الجواد العربي الأصيل بدمشق على المستوى الدولي وحقق نجاحا على كل الصعد. وذكر الجدعان أن عدد الخيول العربية المسجلة في سورية يقارب الـ10 آلاف جواد لافتاً إلى أن العدد يزداد في كل عام عن سابقه عبر الولادات الجديدة التي يتم تسجيلها بالتنسيق مع المربين بعد أن يتم سحب عينات الدم المطلوبة لمطابقتها مع أبويه في المخبر المعتمد لهذا الموضوع. وأشار إلى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة توجه كبير لتربية الحصان السوري الصافي لصفاته الفريدة التي يمتاز بها من حيث القوة والرشاقة والجمال والنسب الصافي. وأوضح الجدعان “وهو الحكم الدولي المعتمد لبطولات جمال الخيول العربية” أن أبرز الصفات التي تميز الخيول العربية عن الخيول الاجنبية هي أن رأسها متوسط الحجم وعينيها كبيرتان وأذنيها منتصبتان وجبهتها عريضة اضافة الى كبر قفصها الصدري لاستنشاق أكبر كمية من الأوكسجين إلى الرئتين ما يجعلها اكثر قدرة على تحمل السباقات الطويلة مبيناً أنه من أبرز ألوان الخيل العربي ” الأشقر والأزرق والأحمر” ومن أرسانها ومرابطها المشهورة الكحيلة والدهمة والمعنقية والشويمة والصقلاوية والكروش وأم عرقوب والنواكية والحمدانية والعبيات. يذكر أن سورية انتسبت إلى منظمة “الواهو” في عام 1989 وأصدرت كتاب الأنساب الأول للخيول العربية الأصيلة في عام 1990 واستمرت في هذه الإصدارات بانتظام حتى يومنا هذا حيث وصل عدد هذه الكتب إلى 24 كتابا.
سانا