بمجرد أن تنشر صفحة أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي خبراً يخص إحدى الشخصيات الفنية المشهورة حتى يتم تداوله سريعاً ويتحول إلى حدث يحقق أعلى درجات التفاعل دون أن يتبين مدى صدق الخبر من زيفه.
هذا الخبر الذي ينشر دون تدقيق أو نسبه إلى مصدر وينفى لاحقاً ما هو في الواقع إلا إشاعة تستهدف في الغالب الفنانين ممن لهم تاريخ عريق أو حضور لدى الناس تقف خلفها صفحات لا تتمتع بدرجات المصداقية الكافية ما يطرح سؤالاً مشروعاً حول دور هذه الصفحات في إشاعة البلبلة في الأوساط الفنية والتسبب بأذى نفسي لمن طالته الإشاعة.
الفنان الكبير دريد لحام الذي طالته في الفترة الأخيرة العديد من إشاعات الصفحات بين في تصريح لـ سانا أنه ينتمي للجيل الجميل الذي غابت عنه الإشاعات والأخبار الزائفة التي تطال حياة الناس ويبدي عدم مبالاته في كل ما يشاع عنه لأنه وفقا لقوله: “ليس لدي هاتف محمول حتى ولا أعلم ما يجري على منصات التواصل الاجتماعي”.
ويبين المخرج محمد نصرالله في تصريح مماثل أن الإشاعة موجودة منذ الأزل ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً خطيراً لنشرها على أوسع نطاق بسبب ارتياد ملايين المتابعين لها فتخلف حالة سلبية تزعج المتلقي المستهدف.
وبرأي نصر الله فإن الغاية من الإشاعة خلق حالة من البلبلة وعدم المصداقية لأن من يقوم بالترويج لمثل هذه الأخبار الزائفة لا يمتلك الحرفية الكافية للتعامل مع أخبار الناس الخاصة وخصوصاً فيما يتعلق بأخبار الطلاق والزواج لافتاً إلى أن هناك فنانين يستخدمون مثل تلك الأساليب لخلق نوع من الشهرة.
وضع ضوابط مهنية وأخلاقية لصفحات التواصل الاجتماعي لضبط هذه الظاهرة مطلب يؤكد عليه الناقد والصحفي نضال قوشحة لأن هذه الصفحات تلعب دوراً سلبياً ومربكاً ورغم إقراره بصعوبة إيقاف الإشاعة إلا أن تحديد معايير للنشر من شأنه أن يخفف من أثرها السلبي ويسمح لهذه الصفحات في أن تلعب دوراً إيجابياً في التعريف بالفن السوري ورموزه وأخباره.
وبين من يدعو لعدم الاكتراث لإشاعات وسائل التواصل الاجتماعي وبين من يدعو لوضع ضوابط لها يصبح التعامل مع هذا الواقع الافتراضي المفتوح بحاجة لعقلية جديدة تواكب العصر وتراعي المصداقية والدقة.