بعد أعمال ترميم وإعادة تأهيل شاملة بدأت في تشرين الثاني الماضي افتتح في مدينة تدمر اليوم موقع نبع أفقا التاريخي الذي هو عبارة عن نبع مائي وكهف أثري محفور ضمن الصخر منذ نحو 6 آلاف عام.
وخلال حفل افتتاح الموقع الذي أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي في روسيا ومحافظة حمص تحدث مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور محمد نظير عوض في تصريح لمراسل سانا أن أعمال إعادة تأهيل موقع هذا النبع التاريخي تركزت على تعزيل مجراه من الأنقاض والردميات وترحيلها كاملة والكشف عن الدرج الأساسي بالكامل المؤدي إلى مجرى النبع وإعادة بناء الجدار الأثري باستخدام أحجار مشابهة للقديمة إضافة إلى الكشف عن سويات أثرية ومذابح نذرية لآله النبع يرحبول.
وأشار مدير عام الآثار والمتاحف إلى أن موقع النبع الذي تعرض للتخريب جراء اعتداءات تنظيم (داعش) الإرهابي يعد سبب الحياة وسر وجود الإنسان وتجمعه بهذه المنطقة مبيناً أن هذا المشروع سيكون بداية الأعمال المشتركة مع الفريق الأثري الروسي لمتابعة ترميم مواقع أثرية أخرى في منطقة تدمر التاريخية.
واعتبر مدير منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي الأثري في روسيا تيمور كارموف في تصريح مماثل أن هذا المشروع الأثري المهم الذي بلغت مدة تنفيذه نحو ثلاثة أشهر يساهم بشكل كبير في إعادة الحياة لهذا النبع التاريخي كما يساعد على إعادة المزارعين إلى بساتينهم في واحة تدمر واستقرارهم بالمنطقة.
كارموف الذي أعرب عن شعوره بالحزن الشديد جراء الاعتداءات التخريبية التي تسبب بها الإرهابيون تجاه المواقع الأثرية الفريدة من نوعها أكد أن الجانب الروسي سيبذل كل جهوده وخبراته الأثرية في أعمال الترميم القادمة لمواقع أثرية أخرى في مدينة تدمر الحضارية.
هذا المشروع الذي يساهم بزيادة تدفق مياه نبع أفقا وتغذية أشجار واحة بساتين تدمر وعودة الحياة إلى مزارعها يعد وفقا لعضو المكتب التنفيذي بمحافظة حمص حسام منصور من أبرز المشاريع الأثرية والمجتمعية في المدينة بعد تحريرها من رجس الإرهاب وسيساهم في ازدياد العائلات العائدة إلى المدينة كما أن هذا النبع وكهفه الأثري يعد معلماً سياحياً مهماً سينشط الحركة السياحية إلى المدينة.