إذاعة دمشق في عيدها الخامس والسبعين،،، بريق لا يخبو

هنا دمشق ” عبارة عمرها خمسة وسبعون عاما رسخت في ذاكرة الأجيال السمعية منذ الأجداد إلى الآباء فالاحفاد تاركةً علاقة خاصة بين الاذاعة السورية والسوريين حيث أنهم في كل صباح اعتادوا على موسيقى ذات نكهة خاصة تتكرر كل يوم للموسيقار محمد عبد الكريم الذي كان يُلقب بأمير البزق وما أن تنتهي هذه الموسيقى حتى يتعالى صوت النشيد العربي السوري وبعدها آيات من القرآن الكريم ليخرج صوت المذيع يقول :
إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق مواصلا رحلة أثيرها التي بدأت في الرابع من شباط من عام ١٩٤٧ وكان صوتها الأول  الأمير يحيى الشهابي ولأول مرة وفي ظل الاستقلال الوطني الذي قال “هنا دمشق” أما عن أول صوت نسائي صدح فيها فهو لعبلة أيوب الخوري وهي ابنة أخ الدكتور فارس الخوري وكانت من المؤسسين مع الدكتور صباح قباني الذي كان أول مدير لهاواذا رجعنا أكثر بأوراق دفاترها العتيقة سنجد أن بداياتها كانت في مبنى استُؤجر في شارع بغداد في دمشق ثم انتقلت الى بناء جديد في شارع النصر قرب القصر العدلي حينها لم يكن البث يغطي سوى أماكن محدودة من سوريا وساهمت حينها بمواكبة الأحداث الهامة في الوطن العربي ففي عام ١٩٥٦م أثناء العدوان الثلاثي على مصر تم قصف الإذاعة المصرية الرسمية وتوقفت عن الإرسال ليدخل المذيع السوري عبد الهادي البكار ليقول عبارته الشهيرة “من دمشق هنا القاهرة”


ومن المهم في تاريخها انها أطلقت أسماء كبيرة في مختلف المجالات في السياسة والفلسفة والإعلام والدبلوماسية
كما لعبت الإذاعة السورية دوراً هاما في رفد الحركة الموسيقية والغنائية بالخبرات المميزة وانطلق عبر أثيرها صوت الفنانين الكبار ودعمتهم ببث اغانيهم والتعريف بهم وقتها مثل فيروز وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي والكثير من العمالقة التي كانت انطلاقتهم الأولى من منبر إذاعة دمشق التي اسهمت أيضا في بناء أسس الدراما الاذاعية وانتجت عدداً كبيرا من الأعمال الدرامية بالإضافة إلى البرنامج الشهير “حكم العدالة” الذي لازال يُبث حتى يومنا هذا حتى أنها مستمرة منذ التأسيس بنقل وقائع صلاة الجمعة من رحاب جامع بني أمية الكبير وتنقل جميع الصلوات والقداديس باعياد الفصح واعياد الميلاد
رغم دخول منافسات لها على الخط الإذاعي إلا أنها ظلت ذاكرة مهمة ترافق حياة السوريين اليومية باسمٍ اختصر ماضياً عريقا بكل مافيه من علامات مضيئة يستضيء بها من تسلموا الراية
خلف مكرفون مسؤول يبث حبا واملا بأن تبقى الإذاعة السورية إذاعة دمشق عز الشرق.

اعداد: مجد حيدر