مهرجان (المسرح التفاعلي) نافذة جديدة للتعبير عن قضايا الناس

شكل المسرح التفاعلي رغم سنوات انتشاره القليلة في سورية نافذة مميزة لعرض قضايا الناس من خلال إدخال المتفرج في اللعبة المسرحية وتكريس الارتجال في أداء الممثلين بطريقة تشاركية ينتج عنها حلول للمواضيع المطروحة.

وبشكل عام فإن المسرح التفاعلي يعتبر من الفنون الحديثة نسبياً حيث نشأ في ستينيات القرن الماضي واعتمد في فكرته على الخروج من القالب التقليدي والعرض في أماكن مختلفة وفي سورية ظهر على شكل عروض منفصلة وبرامج رعتها مؤسسات أهلية حتى أصبح له مهرجان سنوي مخصص لعروضه وتشارك فيه فرق مسرحية وشباب هواة يعملون بهذا النمط.

وعن بداية فكرة المهرجان في سورية قال أنس الكاتب المنسق العام للمهرجان في دورته الرابعة التي اختتمت مؤخراً في تصريح لـ سانا الثقافية “فكرة تخصيص مهرجان للمسرح التفاعلي انطلقت بمبادرة من شبكة الأقران الشباب في سورية بالتعاون مع مجلس الشباب السوري وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف تقديم عروض تتناول قضايا مجتمعية تعني الشباب كالعنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز والهجرة والتعليم وفرص العمل والتوظيف”.

وانطلاقاً من أن المسرح أساس التغير المجتمعي ووسيلة فعالة لإحداث التأثير بين الناس جاء تبني فكرة مهرجان المسرح التفاعلي بهدف التثقيف وفقاً للكاتب.

بدورها لفتت مريم العكل من منظمي المهرجان إلى مشاركة 11 فريقاً من محافظة دمشق وريفها وحمص وحلب وحماة ودير الزور والسويداء وطرطوس في عروض تمس قضايا اجتماعية متنوعة.

واعتبرت العكل أن المهرجان أكسب الفرق تشجيعا كبيرا وأتاح لبعضها فرصة المشاركة للمرة الأولى وولد الحماس والتفاعل الإيجابي لدى جميع المشاركين.

ويتميز المسرح التفاعلي عن غيره وفقاً للعكل بأنه يطرح قضية مجتمعية يؤديها شخص يطلق عليه اسم “المؤدي” والذي يؤمن بفكرة ويؤديها لكن دون إيجاد حلول للقضية المطروحة ليصبح الجمهور شريكاً في المسرح ويستنبط لها الحلول.

ومن المشاركين في المهرجان أوضح الشاب عبد العزيز النجم الذي حاز فريقه المسرحي ستار من دير الزور الجائزة الأولى في المهرجان أن عرضهم تناول جريمة الاغتصاب والنظرة الاجتماعية السلبية للمرأة التي تتعرض لهذه الجريمة مشيراً إلى صعوبات واجهتهم خلال التحضير ولا سيما قصر فترة التدريبات ومع ذلك استطاع الفريق إيصال الفكرة المطروحة للجمهور بطريقة صحيحة وبسيطة.

الشابة يارا مريم التي تمنت أن تتكرر هذه التجربة أشارت إلى أنها شاركت مع فريق ثلاثة بواحد من محافظة حماة بـ اسكتش يتحدث عن الوصمة والتمييز من خلال وصم شخص بأنه مصاب بفيروس كورونا.

موضوع الهجرة محور فكرة عرض تجاوزات الذي قدمه فريق محافظة حمص حيث بين فارس الدروبي أحد المشاركين في الاسكتش أنه يتمحور حول هجرة الشباب خارج الوطن وعودة المسنين اليه لتلمس الآثار السلبية للهجرة وخطورة هجرة العقول إلى الخارج مؤكداً أهمية أن يطرح الشباب قضاياهم من خلال المسرح التفاعلي ويعبروا عن أفكارهم وهمومهم.