يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
يبدو المبعوث الخاصّ للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن أكثر تفاؤلاً بعد زيارته لدمشق واللقاء مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي مؤشرات التفاؤل وهل ثمة ما هو جديد .؟
الجولة التي قام بها على عواصم غربية وإقليمية وعربية جعلته يعبر عن هذا التفاؤل وربما قرأ البعض أولى هذه المؤشرات وجود قبول أميركي وأوروبي وإقليمي لتجاوز بعض ما كان يعيق الوصول إلى أي تفاؤل لا سيما في ضوء بعض التغيرات في المواقف الدولية ومن بينها الموقف الأميركي الذي قال عنه بأنه يبدو أقلّ حزماً وأكثر رغبة في إرساء أرضية لتسوية سياسية في سورية بعد أن طال أمد الحرب لكن في نفس الوقت ثمة تحدّيات تواجه هذا التفاؤل وتعتبر من أهم العوائق امام اي تفاؤل وأبرزها الاحتلال الأميركي والتركي ، إضافة إلى إن تركيا لم تلتزم بمخرجات صيغة استانا الخاصة بسورية وصولاً إلى التدخل الخارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور .
وبالعودة إلى المقدمات التي تعتبر من أهم المؤسرات التي تدلل على طبيعة وبنية العمل في هذا المسار يكفي ان نستذكر ان يدرسون تسلم مهامه بعد فشل ثلاثة مبعوثين سابقين وكان آخرهم ستافان دي ميستورا الذي أقر فشله في مساعيه الرامية لتشكيل لجنة دستورية .
من هنا يرى الجميع أنه من المفيد أن يستفيد بيدرسون من تجارب سابقيه وخاصة الالتزام بالمهام المناطة به واحترام سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً والتحلي بالنزاهة والموضوعية، ولعل هذا ما عبر عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد منذ بداية تعيين بيدرسون في مهامه عندما ابدى استعداد سورية للتعاون مع بيدرسون شرط ألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه في إسارة واضحة إلى دي ميستورا الذي استقال من منصبه بعد أربع سنوات من عدم الموضوعية في تعاطيه مع الأزمة السورية.
اليوم يراهن بيدرسون على اللجنة الدستوريةرغم أنه يدرك صعوبة ذلك في ظل تدخل أطراف دولية وإقليمية لها مصالح متضاربة ، فهل يكسب الرهان أم يلحق بالذين سبقوه لأن مساعيهم وحتى تفاؤلهم ظل أسيراً للإرادة الأمريكية .