https://alqabas.com/article/5870479
قبل أيام كشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية (الشاباك) عن اعتقالها لرجل في منزل «بيني غانتس» وزير الحرب الإسرائيلي، هل تعلمون من هو هذا الرجل؟ إنه عامل النظافة في منزل الوزير، والتهمة الموجهة له، والتي يبدو أنها مُثبَتة، هو التجسس لمصلحة إيران، ويدعى «عومري غورن».. من خلال زرع أجهزة رصد في حواسيب مُخَدِمة وبث صور عن تجهيزات المنزل وخزنة الأسرار، حيث قام بإرسال هذه الصور إلى جهات مرتبطة بإيران. وهو اختراق أمني غير مسبوق لدولة الاحتلال التي تفتخر بميزات قدراتها الاستخباراتية، ورغم توقيف الجاسوس الشاب، فإن إيران عملياً استطاعت أن تحصل منه على معلومات خطيرة وغاية في الأهمية، هكذا تفعل الدول التي تبحث عن مستقبل ووجود قوي في هذه الظروف التي تحكم العالم.
دولة الاحتلال تعمل على التقليل من أهمية الحدث كما هي عادتها، وتعمل على إخفاء حالة التردي والتشرذم التي وصل إليها جنودها، خصوصاً بعد تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات واضطرار الجنود إلى بيع ذخائرهم لأعدائهم (الفلسطينيين)، وهذه حقائق على الأرض تُوجتْ مؤخراً بازدياد الهجرة من الجانب المحتل إلى أوروبا بحثاً عن الاستقرار.. وهو أمرٌ يفسر لنا مدى أهمية ما فعل الجانب الإيراني في اختراقه لمنظومة الجيش الإلكتروني البديل لدولة الاحتلال.
وفي الجانب الآخر، مهاجرون عرب عالقون منذ أشهر تحت البرد والصقيع يتجمدون حتى الموت، هؤلاء المهاجرون ذهبوا أيضاً للبحث عن سبل الحياة، والمخزي أنهم أتوا من بلدانهم الغنية بالنفط والموارد المائية والثروات الحيوانية، بلدان غنية بكل مقومات الحياة ويهجرها أهلها بحثاً عن الحياة! أتوا ليكونوا الطّعمَ والصيد معاً.. لروسيا وللناتو، وجميعهم وبالمطلق لا يعلمون بأن الدول الكبرى قد رأت فيهم ضالتها لتُثَار قضية ارتفاع الغاز في أوروبا بعد أن عمدت روسيا إلى تقليص إمدادات الغاز، في محاولة لتسريع إطلاق خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2» الذي يربط روسيا بألمانيا، وسط تجاذب وتنافر للاتهامات بين الطرفين بالنفي الروسي والتصدي الأوروبي، الذي اتهمه بوتين بارتكاب أخطاء كبيرة وحمّلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي ضغطت على العلاقة بين الناتو وروسيا.
كيف يمكن لهؤلاء الذين ينتظرون أي تحرك من حكوماتهم ومن المنظمات الدولية أن تتحرك لإنقاذهم من الموت المحتوم إن بقوا عالقين؟ وكيف لهم أن يعلموا أن ملفات كبيرة قد أيقظوها في الوقت الصحيح ومن دون علمهم، وأقلها موضوع الغاز، فالمخفي أعظم.. أوكرانيا أيضاً حركت ملف الانضمام للناتو، وبرزت قضية الصراع على النفوذ في البحر الأسود.. وهي ملفات شائكة وطويلة الأمد. بينما تبقون أنتم أيها «المهاجرون» العلاقةُ التي بعثها القدر وحاكتها الظروف، عالقين من دون أن يسأل عنكم أحد. فألفا مهاجر ليس من الصعب إنقاذهم وإعادتهم إلى بلدانهم وهم لا يطلبون غير ذلك الآن.. أين الضمير؟ أين المنظمات الأممية؟ بل أين الحكومات؟!
فخري هاشم السيد رجب