تلجأ العديد من البلدان إلى الاستيراد من دول مجاورة أو قريبة لخفض التكاليف العائدة عليها ولا سيما مع ارتفاع أجور الشحن عالمياً الأمر الذي ينعكس على أسعار المنتجات المستوردة ويضعف تنافسيتها في الأسواق المحلية.
الواقع الاقتصادي العالمي الجديد الذي فرضه ارتفاع أسعار الشحن اعتبره رئيس الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني رياض الصيرفي فرصة أمام المصانع السورية لتعزيز وجودها في الأسواق القريبة حيث يستطيع المنتج السوري المنافسة بالجودة والسعر.
الصيرفي ذكر في تصريح لـ سانا أنه مع ارتفاع تكاليف الشحن عالمياً تجار الدول المجاورة وخاصة العراق والأردن توجهوا إلى استيراد المنتجات السورية ذات التنافسية العالية وخاصة مع إجراءات الحكومة ومنظمات قطاع الأعمال لدعم الصادرات السورية وتأمين وصولها إلى مختلف الأسواق ولا سيما المجاورة والتي كانت تستورد من دول عديدة ومنها دول شرق آسيا.
وشدد الصيرفي على أن المنتج السوري له سمعة طيبة في أسواق الدول المجاورة ولا سيما الأردني والعراقي حيث شهد السوق الأخير تطوراً كبيراً لجهة استيراده المنتجات السورية وبخاصة بعد معرض صنع في سورية الذي أقيم في بغداد.
بالمقابل فإن سورية تواجه أيضاً ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والصناعية لارتفاع أسعار شحن المنتجات والمواد الأولية وفق عضو مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة السورية باسكال الكاتب الذي بين أن سورية تستورد أغلب المواد الأولية والبضائع من أوروبا وآسيا وخاصة الصين والهند.
وأوضح الكاتب أن سعر شحن الحاوية الواحدة سعة 20 إلى 40 قدماً من الصين يتراوح حالياً بين 9 و12 ألف دولار حسب الميناء الذي تخرج منه مقارنة بنحو 2500 و3000 دولار عام 2019 لافتاً إلى أن بعض السلع زهيدة الثمن أصبحت تكاليف شحنها أعلى من سعرها ذاته بضعف أو ضعفين.
وبالعودة للصيرفي فإن ارتفاع أجور الشحن العالمية جاء نتيجة عدم توافر الحاويات البحرية أو عدم توافر الحجز البحري أو سفن في البلد المصدر ما يؤدي إلى تأخير تحميل البضاعة من المعمل المصدر وطول مدة توريد البضائع وبالتالي ارتفاع في تكلفة الشحن بين 50 و70 بالمئة ما انعكس على أسعار البضائع في الأسواق المستوردة وأضعف قدرتها التنافسية.
وأشار الصيرفي إلى الجهود التي تبذلها الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني بالتنسيق مع الاتحاد السوري لشركات النقل لإيجاد طرق ووسائل تخفف تكاليف الشحن من وإلى سورية من موانئ أخرى قريبة وخاصة مع ظروف الحصار الجائر المفروض على سورية وتوقف الكثير من الخطوط البحرية والجوية عن العمل معها والذي سبب ضغطاً على باقي الخطوط البحرية التي تخدم الموانئ السورية أو الموانئ القريبة.
وبين الصيرفي أن هذه الجهود كانت تتركز على إيجاد بديل فعال لضغط تكاليف الشحن واختصار المدة الزمنية للشحن ما ينعكس بشكل إيجابي على واقع الشحن لافتاً إلى التوجه منذ مدة قصيرة لشحن البضائع عن طريق ميناء العقبة لتميزه بخدمة سريعة وتقنية عالية.
كما تتواصل الجمعية وفق رئيسها بشكل مباشر مع منظمة الشحن العالمية فياتا من أجل ايجاد حلول لعملية الشحن البحري والجوي والتواصل مع الوكلاء حول العالم لتحقيق أفضل خدمة في مجال الشحن وأفضل سعر ويضاف إلى ذلك إقامة بعض الدورات التدريبية للنهوض بقطاع الشحن الدولي وتوفير كادر وطني جيد ومتمرن في هذا المجال.