صدور الجزء الثاني من الديوان السوري المفتوح

كرس الأديب حسن إبراهيم سمعون جل وقته منذ تسعة أعوام لمشروع الديوان السوري المفتوح جامعا خلاله نتاجات شعرية ونثرية وقصصية لأدباء من سورية والوطن العربي وأنحاء العالم.

الجزء الثاني من الديوان الذي صدر مؤخرا يصفه سمعون بأنه عمل وطني ثم أدبي مفتوح لكل صوت صادق ووطني ولكل الألوان الأدبية التي توثق وترصد الحالة السورية بصدق.

ويؤمن سمعون من خلال إطلاق الديوان السوري بدور الأدب التوثيقي مستذكرا في هذا الصدد الملاحم الشعرية الكبرى عند الهنود والفرس والإغريق والسير الشعبية عند العرب التي خلدت حضارات هذه الأمم.

ويحتوي الجزء الثاني من الديوان الذي خصص ريعه لأسر الشهداء وللجرحى على 200 مشاركة أدبية في الشعر العمودي والتفعيلة والنثائر العالية كما سماها سمعون إضافة إلى القصة القصيرة والقصيرة جدا.

والديوان السوري المفتوح الذي ساعد في تدقيق نصوصه ومراجعتها أدباء وشعراء ونقاد سوريون وعرب ليس أول تجارب سمعون في هذا النمط من الكتب الجماعية بل سبقه الديوان الألفي الذي ضم ألف قصيدة لفلسطين ما يعكس توجها عند صاحب المشروع لتذويب الأنا الفردية في خدمة الفكرة الأسمى والأبقى من القضية الفلسطينية إلى الحرب على سورية.

ولدى تصفح الديوان نجد في القسم المخصص للشعر العمودي 82 قصيدة لشعراء من سورية والعراق وفلسطين وسلطنة عمان والجزائر حيث لوحظ أن القائمين توخوا في القصائد المختارة الجزالة ومتانة السبك والأصالة رغم أن بعض الشعراء تناولوا قضية معاصرة وأحداثا وقعت في هذه السنوات كالقصائد التي تناولت ما طال مدينة تدمر على يد إرهابيي “داعش” وتضحيات الجيش العربي السوري لبرهان شليل ومحمد حسن علي وشريف قاسم وياسين عزيز حمود.

أما القسم الثاني من الديوان والمخصص لشعر التفعيلة فضم 43 قصيدة لشعراء من سورية وفلسطين ولبنان والأردن والجزائر فراعى المشرفون على الديوان تحقيق تنوع أكثر حيث نجد قصائد سارت باتجاه الحداثة على صعيد الشكل واختيار الموضوع كما في نص جمال الجيش وتوظيف الرمز والأسطورة كما في شعر نزار بني المرجة وشلاش الضاهر وأحمد أبو سليم وأخرى نحت للموسيقا والغنائية مثل أنطون حنا عازر وأحلام بناوي أو تناول قضايا إشكالية معاصرة مثل محمد خالد الخضر.

وفي القسم المخصص للقصص القصيرة نجد 30 نصا تمحورت جميعها حول موضوع الحرب والآثار المختلفة الناجمة عنها بطرائق متباينة من الأسلوب الشعري الوصفي كما في قصتي أحمد زياد محبك وآمال شلهوب والنمط الاجتماعي الانتقادي لجميل الحسن ونبوغ الأسعد والقالب التجديدي كما في قصة داود أبو شقرة مع تجارب لافتة للأطفال لإلياس غصن ومريم خضر وحنين عمران.

وضم قسم القصة القصيرة جدا 18 نصا لكتاب من سورية ولبنان والجزائر وغلب على معظمها الموضوع الإنساني كما في قصص سمير دعاس وسهير مصطفى وسمر تغلبي ولكن بعضها الآخر اختلف عن الشكل السائد في هذا الجنس الأدبي لجهة كبر الحجم بل إن بعضها اجتزئء من رواية كما في قصة فاطمة أسعد.

القسم الأخير من الديوان الذي خصص للنصوص المختلفة ضم 16 نصا لكتاب من سورية وفلسطين ومصر والجزائر والمغرب وتركيا وفرنسا واستراليا بقوالب مختلفة من النص النثري ذي اللغة الشاعرية كما عند إكرام عمارة ورفيف مهنا والنص الأدبي المفتوح كما في جوانا إحسان أبلحد والمفارقة الشعرية ونص محمد عيسى مثال عنها ونصوص دمجت النثر والقافية كما عند سمير سلوم وسامر منصور وقصيدة النثر بشكلها المعهود التي تجلت عند طهران صارم وفاتح كلثوم.

والديوان السوري المفتوح الجزء الثاني صادر عن دار بعل ويقع في 479 صفحة من القطع الكبير.