جددت سورية التأكيد على موقفها المبدئي والثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس مع ضمان حق اللاجئين في العودة الى ديارهم وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 194 لعام 1948 باعتباره حقاً لا يسقط بالتقادم وليس محل تفاوض أو تنازل استناداً الى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وجميع المواثيق والصكوك الدولية ذات الصلة.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في رسالة إلى رئيس لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في الأمم المتحدة السفير شيخ نينغ بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى أن هذا اليوم أصبح منصة عالمية راسخة تبقي القضية الفلسطينية حية وماثلة في ذهن المجتمع الدولي وخاصة مع استمرار المخاطر التي ما زالت تحدق بالقضية الفلسطينية وتهددها موضحاً أنه لم يتم حتى تاريخه إحراز اي تقدم من قبل المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال
الإسرائيلي للأراضي العربية ولم تتم مساءلة سلطات الاحتلال عن انتهاكاتها وازدرائها لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة بسبب مواصلة بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وفي مقدمتهم الولايات المتحدة توفير مظلة حماية وخاصة في المنابر الدولية للاحتلال الإسرائيلي بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض قرارات المجلس ضد كيان الاحتلال.
وبين المقداد أن مظلة الحماية التي وفرتها هذه الدول للاحتلال الإسرائيلي شكلت عاملاً رئيسياً في تسريع مخططاته الاستيطانية التهويدية في القدس ومحاولته ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إضافة إلى إعلانه بشأن الجولان السوري المحتل في انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني.
ولفت المقداد إلى أن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي للأراضي العربية التي يحتلها منذ أكثر من سبعة عقود وممارساته التعسفية والعنصرية والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان الفلسطيني والسوري في الأراضي العربية المحتلة وقيامه بتدمير القرى والمدن المحتلة وتهجير سكانها وإحلال المستوطنين الإسرائيليين مكانهم والتي ترقى إلى جرائم حرب شكلت محورا لسياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء احتلالها فلسطين والجولان السوري.
وجدد المقداد موقف سورية الثابت برفض وإدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفضها أيضاً أي قرارات أو إجراءات لا تتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولا تحفظ الحقوق الفلسطينية الراسخة.
وشدد المقداد على أن الدول الداعمة لـ “إسرائيل” تتحمل مسؤولية وتبعات استمرار جرائم الاحتلال داعياً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه مأساة الشعب الفلسطيني واتخاذ خطوات ملموسة وجادة لمواجهة الانتهاكات اليومية للاحتلال الإسرائيلي ولمساءلته على جرائمه وممارساته العنصرية الممنهجة وإلى عدم الاعتراف بأي إجراءات اتخذتها وستتخذها “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال لتكريس احتلالها للأراضي العربية وإلى بذل كل جهدها وممارسة الضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره الجائر المفروض على قطاع غزة ولإنهاء احتلاله للأراضي العربية ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن 242 و338 و497.
وأعرب المقداد عن الشكر والتقدير لجهود لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف لعقد اللقاء السنوي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في منظمة الأمم المتحدة وحرصها المتواصل للإبقاء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في فكر واهتمام جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالرغم من التحديات التي تواجه هذه الجهود النبيلة منوهاً بما تقوم به اللجنة من جهود في إطار تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية لسورية وتسليط هذه اللجنة الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وفضحها.