إن سوريا لم تنكسر، دائماً في السياسة جديد، ودائما لكل مرحلة عنوان، أكثر من عشر سنوات نصطفي منها ثماني سنوات كانت قتلاً ودماراً وتشريداً لكسر الوجود السوري، ولضرب الأمان والرفاهية في بلد كان الأسبق عبر العصور في الوصول إلى معطيات النهضة والمدنية.
ما حصل ما من أحدٍ بحاجة لاستذكاره، فهو حاضر ومن خلال تداعياته، خاصة الشعب السوري الذي أبدى ولاء منقطع النظير للحضن السوري. لقد كنت على يقين كاف بأن سوريا هي رقم صعب في السياسة العربية والدولية، ويحق لمن كان مستنكراً زيارة الوفود إلى سوريا أن يدرك بأنه واقعيا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيش السوريون في عزلة يكسرها الأصدقاء فقط، فالواقع المتغير يوميا يستدعي التحرك الصحيح.
الإدارة الأميركية أعربت بلسان برايس عن قلقها، وهذه لغة السياسة ولا أظنها الحقيقة، إنها التورية للحفاظ على ماء الوجه الأميركي وموقفه الثابت حيال الرئيس السوري بشار الأسد، لأنهم في الحقيقة بعد ما عاثوا من خراب ونهب لم يخرجوا بالنتيجة التي جاؤوا لأجلها، باستثناء الدمار والخراب اللذين تسببوا بهما.
الكل في سوريا ينتظر الفرج، الكل يتساءل عن النصر والهزيمة.. وبعد فترة من الزمن سوف يتوقف السؤال عن هوية القادم إلى دمشق، لا يهم إن جاؤوا مستثمرين أو غيرها من الأسباب، بل المهم هو التحضير لمرحلة يجب أن تكون فيها سوريا منارة الشرق كما كانت دائما. والقادم من الأيام سوف يكون حافلا، بالاستيقاظ على رائحة الياسمين وتوديع رائحة الدم والبارود، وستبقى أبواب دمشق مفتوحة كما كانت دائمًا.
فخري هاشم السيد رجب
https://alqabas.com/article/5868740