سقط القناع .. هنا دمشق,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب

سقط القناع .. هنا دمشق,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب-- موقع أصدقاء سورية
سقط القناع .. هنا دمشق,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب-- موقع أصدقاء سورية

ركز الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية أثناء حديثه عبر تلفزيون المملكة العربية السعودية الرسمي على النفس العروبي وعلى محاربة التطرف الإسلامي في أسلوب كان مستحباً، ولافتاً، نظراً لتلك اللهجة التصالحية التي طغت على الحديث، وها هي أول ثمرة صيفية تنضج حقاً، فالسفارة السعودية في دمشق ستعود لها الحياة وتشعل نورها بعد عيد الفطر، بعد خطوة مهمة خطتها السلطات السعودية من خلال تجميد علاقتها كليا مع المعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات.. وبعد أن سقط القناع عما سمي زوراً «ثورة سورية».. ثورة قامت وفق مخطط خارجي وتمويل خارجي ولأهداف خارجية، ثورة كان يتداوى قادتها في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر كافٍ باعتقادي لنعرف على الأقل هويتها.. ثورة كان مقاتلوها غرباء. ويصح أن يدخلوا موسوعة غينيس فهم ينتمون لأكثر من ثمانين جنسية وهو ما لم يحصل في التاريخ، جاءوا بتخبط مبرم ليعاقبوا سوريا على ما فعلته بالجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان فأرادوا تدمير جيش هذا البلد، وإسقاط حكومته.. معتمدين على الفبركات والأكاذيب التي كلفت ملايين الدولارات لتنفيذها، وهي واضحة ومفضوحة والكل حفظها عن ظهر قلب، لكن الجيش السوري والشعب السوري قالوا كلمتهم: فسوريا لديها الكثير من الأصدقاء ولديها من ترتبط مصلحته بمصلحتها وهذا واقع.

باختصار جعلوا الأرض السورية مسرحاً للكوميديا السوداء فتارة.. جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكي معارضة معتدلة، وتارة تصنفان كمنظمتين إرهابيتين.. رغم أن مبدأهما ثابت منذ أن أنشئتا وقائم على الوحشية الدموية والقتل.. من جانب آخر لا تتوانى الدولة العجوز (فرنسا) عن التأكيد في كل مناسبة على أنها حاضرة، وللأسف حضورها دائماً كان ممهوراً بطبعة تاريخية تجيز لها التدخل والانتداب.. و.. و.. وبصراحة سوريا الذاهبة اليوم في طريق التعافي بغنى عن هذه التدخلات المريضة، فماذا يقصد المسؤولون الفرنسيون حين يقولون إنه لدى فرنسا رغبة في التموضع عسكرياً في الجزيرة السورية، (لأن الوطن العربي لم يُخلق إلا لتنفيذ رغبات الغرب وبكل صلف) إن القراءة الواقعية للموضوع تقول: إن الخلاف الفرنسي – التركي من جهة ورغبة فرنسا في دعم تنظيم قسد العميل ليشكل ضغطاً على تركيا.. ألا تلاحظون أن كلمة رغبة فيها من الاستفزاز والتجبر ما يبعث على القرف؟!

لم لا تكون كلمة «رغبة» محاطة بشعور وهدف عربي حقيقي، وحينما تكون رغبة الأمير محمد بن سلمان محط أنظار العرب، وتتحول إلى موقف عربي شامل يثلج الصدور.

يحضرني كلام للكاتب الإسرائيلي شاي جولد بيرغ يقول فيه: أنا كيهودي عليَّ أن أوضح نقطة مهمة: صحيح أننا نكره العرب لكننا عميقاً في داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم، أنا شخصياً لا يهمني إن أحبنا أو كرهنا لكنه يقول حقيقة، فهل تنقصنا الشجاعة مثلاً؟ لماذا كانت الحكومة الكندية جريئة وأعلنت أن القدس هي عاصمة أبدية لفلسطين؟

بكل الأحوال أسعدنا شعاع النور هذا، ونأمل ألا تعقد قمة الجزائر إلا والجمهورية العربية السورية حاضرة.

بارك الله بالأمير محمد بن سلمان وسدد خطاه لما فيه مصلحة العرب والأخوة خاصة.

فخري هاشم السيد رجب – كاتب كويتي – رئيس تحرير موقع أصدقاء سورية syriafriends.net