توقيع ديوان من الشعر النبطي للشاعر العفيدلي

ست وخمسون قصيدة من الشعر النبطي التراثي غلبت عليها مواضيع وطنية ووجدانية واجتماعية تضمنها ديوان (مصور بالعشا) للشاعر عبد الكريم العفيدلي الذي احتفل بتوقيعه في مدينة الحسكة اليوم.

احتفال توقيع الديوان الذي أقامته جمعيتا صفصاف الخابور الثقافية والبر والإحسان الخيرية تضمن قراءات شعرية منوعة من قصائد الديوان ودراسات وشهادات أدبية حول مضمون قصائده وتجربة الشاعر في كتابة الشعر النبطي الذي يعد من أبرز أصناف الشعر التراثي في بيئة الجزيرة السورية.

وأشار الشاعر العفيدلي في تصريح لمراسل سانا إلى أنه اختار إصدار ديوانه الأول في الشعر النبطي رغم امتداد نشاطه الشعري ضمن مختلف صنوف القصيدة لأكثر من عشرين عاماً لأنه ابن بيئة زخرت بمجالس الأدب والقصيد الذي حفظ التاريخ والأيام والعادات.

ويتحدث العفيدلي عن ظاهرة حدثت لدى الشعراء الشعبيين المتأخرين عندما قدموا الألوان الغنائية كالعتابا والمولية على القصيد وهي تعبير عن هويتنا وانتمائنا إلى بلد الحضارة والعراقة والتنوع الثقافي الجميل.

واختار العفيدلي قصائد مختلفة في ديوانه ركز فيها على الجانب الوطني وحبه وفخره بأرض الوطن إضافة إلى قصائد تتضمن الفلسفة الذاتية والنقد الاجتماعي لعادات انتشرت خلال السنوات الأخيرة لا تمت لمجتمعنا بصلة ومحاولة الشاعر للتنبيه إليها مشيراً إلى أن طابع الكتابة تميز بالأسلوب السهل الممتنع لتكون القصيدة أقرب إلى الفصحى وإلى عقول وقلوب القراء.

رئيس مجلس إدارة جمعية صفصاف الخابور الباحث أحمد الحسين أوضح أن الاحتفال بتوقيع الديوان يأتي في إطار الاهتمام بالشعر النبطي أحد ألوان التراث الشعبي الشعري والذي تختلف تسميته من مكان لآخر فقد يسمى (الهجيني أو القصيد) ولكنها تندرج جميعها في إطار القصيد الشعبي الموروث.

وأوضح الحسين أن القارئ أمام تجربة استطاع الشاعر فيها أن يزاوج بين الموروث والمعاصر وبين الماضي والحاضر وأن يرتدي عباءة الأمس بروح اليوم وتجلى ذلك من خلال مفردات وتعابير وصور ودلالات وقيم تعبر عن الموروث القديم قام الشاعر بإحيائها عبر تطعيمها بالمفردات والصور المعاصرة لتلامس موضوعات وقضايا وطنية واجتماعية وأخلاقية بطريقة ناقدة أحياناً وناصحة في أحيان أخرى.

يشار إلى أن الديوان طبع في دار العراب بدمشق ويحتوي على 135 صفحة من القطع الوسط