الفن المصري يودع ملكة المسرح سهير البابلي

رحلت عن عالمنا الفنانة المصرية سهير البابلي عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما إثر صراع مع المرض لتطوي بذلك حياة واحدة من أشهر نجمات التمثيل في مصر عبر أكثر من ستين عاما.

والراحلة التي ولدت عام 1937 شغفت بالفن منذ ظهورها فدرست في معهدي الفنون المسرحية والموسيقا إلا أنها لم تستطع إكمال دراستها بسبب موقف والدتها الرافض من غير أن يثنيها ذلك عن خوض مشوارها مع الفن حيث سجلت أول حضور فني لها من خلال مشاركتها بمسرحية الصفقة أمام الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.

وتتالت بعد ذلك أدوار سهير على خشبة المسرح من الأعمال المعدة عن نصوص لكتاب أجانب كالخال فانيا لتشيخوف وبيت برنارد ألبا للوركا إلى المسرحيات العربية مثل سليمان الحلبي إلى الأعمال التي انطلقت من واقع مصري صميمي مثل الناس اللي فوق ليطلق على الراحلة لقب ملكة المسرح.

وتعرف جمهور الخشبة في مصر والوطن العربي على جانب آخر في سهير البابلي وهو المسرح الشعبي الكوميدي عندما قدمت دور المدرسة عفت عبد الكريم في مسرحية مدرسة المشاغبين وأثبتت هنا أيضا علو كعبها أمام نجوم الكوميديا في زمانها وصولا إلى عملها الأكثر شهرة مسرحية ريا وسكينة والذي أثبتت فيه أيضا قدرتها على الغناء بجانب مطربة كبيرة هي الراحلة شادية.

وفي السينما كان للراحلة حضور مهم من خلال عشرات الأفلام ذات الأدوار المتنوعة بدءا من الخمسينيات حيث أدت في أغلبها دور البطلة الثانية أو صديقة البطلة أمثال صراع مع الحياة وهل اقتل زوجي وأميرة حبي أنا ليكون آخر أفلامها عمر من البهجة ذا الطابع التوثيقي إنتاج العام الماضي.

الراحلة التي اعتزلت الفن سنة 1997 ثم عادت إليه بسبب تعلقها الكبير بعد تسعة أعوام سجلت مع التلفزيون حضورا مميزا عبر أكثر من أربعين مسلسلا قدمتها طوال ستين عاما واستطاعت أن تحظى بالكثير منها بدور البطولة المطلقة ومن مسلسلاتها التلفزيونية العصفور والقفص وصابرين والشاهد الوحيد وبكيزة وزغلول وقلب حبيبة.