الفلسطينيون والعالم يحيون غداً اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

يحيي الفلسطينيون والعالم غداً اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 تأكيداً على حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

ويشكل هذا اليوم فرصة للتذكير بمأساة الشعب الفلسطيني والظلم الذي تعرض له نتيجة القرار 181 الذي أصدرته الجمعية العامة في الـ 29 من تشرين الثاني عام 1947 وعرف بقرار التقسيم ونتج عنه زرع الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين بعد تشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني في أصقاع الأرض ولا تزال فصول نكبتهم متواصلة دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً للجم المحتل ووقف جرائمه.

ويجري الاحتفال سنوياً في مقر الأمم المتحدة وفي مكتبي المنظمة الدولية في جنيف وفيينا وفي مواقع أخرى ويتضمن هذا الحدث فعاليات ثقافية وعقد اجتماعات خاصة يدلي فيها مسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة وفي منظمات حكومية دولية وممثلون عن المجتمع الأهلي ببيانات بشأن قضية فلسطين كما تنظم هيئات حكومية ومنظمات المجتمع الأهلي بالتعاون مع مراكز الأمم المتحدة للإعلام أنشطة متنوعة في مختلف أنحاء العالم كما جرت العادة أيضاً أن تجري الجمعية العامة مناقشتها السنوية بشأن قضية فلسطين في ذلك اليوم.

وتمر الذكرى هذا العام وسط تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاستيطان لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية حيث أعلن عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في انتهاك سافر لقرارات الشرعية الدولية التي بقيت حبراً على ورق وفي مقدمتها القرار 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان ويطالب بوقفه كما تصاعدت اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي التحرك بشكل فوري لوقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وفي تصريح لمراسل سانا أوضحت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة أن يوم التضامن العالمي يأتي في ظل التغول الاستيطاني والقتل ومحاولات تهويد القدس وهدم المنازل والجرائم بحق الأسرى ومواصلة حصار قطاع غزة وتصعيد الممارسات العنصرية والإجرامية بحق الشعب الفلسطيني مؤكدة أن التضامن الحقيقي مع الفلسطينيين يكون من خلال الضغط على الاحتلال وفضح جرائمه ومعاقبته وحصاره في المحافل الدولية وتعزيز المقاطعة الشعبية حول العالم لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف أشار إلى أن الأمم المتحدة لم تنفذ الجزء الثاني من قرارها 181 المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 مؤكداً أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف وهي بحاجة أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية تجاه تحقيقها وإلزام الاحتلال بتنفيذها وليس الوقوف موقف المتفرج تجاه ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات وجرائم.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي طالب البرلمانات والاتحادات والنقابات في العالم بدعم نضال الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة وفرض عقوبات رادعة على الاحتلال لوقف جرائمه المستمرة من قتل واستيطان وتهويد وعمليات ضم استعمارية داعياً إلى تفعيل وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وملاحقة الاحتلال قانونياً في المحافل الدولية.

من جهته أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إلى أن يوم التضامن العالمي ليس فقط مناسبة للإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني إنما فرصة للتضامن الحقيقي معه في نضاله وقال “لدينا احتلال هو الأطول في التاريخ الحديث ويمارس بحق الشعب الفلسطيني واحدة من أسوأ عمليات التطهير العرقي والتمييز العنصري الأبارتايد مطالباً أحرار العالم بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية وعدم الاقتصار على بيانات الإدانة والشجب لجرائمه ومجازره بحق الفلسطينيين”.

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي شدد على أن هذا اليوم مناسبة متجددة للتذكير بما يعانيه الفلسطينيون من ظلم وتعسف واضطهاد ناتج عن فشل المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والالتزام بقراراته تجاه الشعب الفلسطيني المتمثلة في تأكيده على عدالة القضية الفلسطينية وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها عام 1948.

سانا