اقترن اسم الموسيقي السوري محمد حنانا بالبحث الموسيقي والترجمات المتخصصة في هذا المجال المهم حيث عمل على إغناء المكتبة السورية والعربية بالعديد من الكتب والمؤلفات التي شكلت مرجعا في البحث الموسيقي الأكاديمي.
وتقديرا لعمله الدؤوب والمستمر تم تكريمه من وزارة الثقافة بذكرى تأسيسها الـ 63 كموسيقي وباحث انطلق نحو عالم الموسيقا من بوابة الدراسات والبحوث والترجمة وسير حياة الأعلام.
حنانا كان من أوائل المنتسبين لطلاب الدفعة الأولى في المعهد العربي للموسيقا “صلحي الوادي حاليا” لدى تأسيسه عام 1961 وتخرج منه عام 1968 باختصاص العزف على آلتين من اصعب الآلات وأكثرها تأثيرا وهي الكمان والفيولا وكان من نخبة العازفين الذين شكلوا الفرقة السيمفونية الوطنية 1993.
حنانا الذي عمل في فرق الموسيقا الشرقية ساهم بتأسيس المعهد العالي للموسيقا كما شغل ما بين عامي 1993 و2002 منصب أمين تحرير مجلة الحياة الموسيقية الفصلية التي تعنى بشؤون الموسيقا المحلية والعالمية ليعمل عام 2002 رئيسا لتحريرها حتى عام 2013 ساعيا لتطوير هذا الإصدار من ناحية الشكل والمضمون.
وعلى صعيد اصدار الكتب الموسيقية المتخصصة نتوقف عند كتابه “معجم الموسيقا الغربية” الذي تضمن معلومات عن أعلام الموسيقا وعن مصطلحاتها وأهم أعمالها ويعتبر التجربة الأولى باللغة العربية في هذا الحقل وينظر إليه الموسيقيون كمعجم ومرجع في هذا العالم الرحيب.
كما صدر له كتاب “معجم الأوبرا” الذي احتوى على عدد كبير من الأوبرات والاوبريتات ونبذات عن مؤلفين كبار وبعض المصطلحات الاوبرالية حتى شكل هذا الكتاب مرجعاً أساسياً يستعين به الباحثون في معرفة عالم الاوبرات كما صدر له كتاب بعنوان “شذرات في الموسيقا”.
وفي مجال الترجمة نقل الباحث حنانا للعربية العديد من الكتب المتخصصة منها “التنوع اللامحدود للموسيقا” و”من قصص أشهر الأوبرات” الذي يتحدث عن التأثيرات التي قادت نشوء فن الأوبرا في ايطاليا وكانت متجذرة في العصور القديمة و”من قصص الباليهات” ويستعرض تطور فن الباليه منذ القرن الـ 16 في البلاطات الفرنسية والايطالية وصولاً إلى مرحلة ابتعاد فن الباليه عن تاثيرات البلاط أواخر القرن الـ 18 وكتاب “الدليل إلى الأعمال الاوركسترالية”.
ومن ترجمات حنانا في مجال الأدب رواية “سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر وجها لوجه” وفي مجال الدراسات قدم “من أجلك أنت” و”مذكرات ديمتري شوستاكوفتش” و”الحياة الخاصة للمشاهير”.
اتسم بحث حنانا الموسيقي بغزارة المعلومة وسعة الاطلاع والقدرة على الربط والتحليل موظفا قراءاته الغنية وخبرته الكبيرة وعلاقاته الواسعة مع كبار الموسيقيين السوريين للغوص في هذا الفن وتبسيطه وكشف ما فيه من خفايا للمهتمين والعارفين.