يونس خلف أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوررين .
لا يحتاج الامر إلى وقائع كثيرة من التاريخ او الحياة المعاصرة للتدليل على أبعاد ومعاني ودلالات الحديث الذي نقله الإعلام عن اتصال الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس بشار الأسد ، فالشواهد كثيرة على أن الصين قررت أن تكون قوية في عالم لا يحترم إلا الأقوياء، والمتتبع للتجربة الصينية يدرك أنه يحق للصينيين أن يفخروا بما أنجزوه ، وأن الصين أصبحت في مركز الصدارة مع بداية القرن الحادي والعشرين بعد أن نجحت في تحقيق خطوات نوعية في مجال الإصلاح والتنمية ، وأصبحت من الاقوياء الذين لا يخضعون للإملاءات الخارجية . من هنا يمكن النظر إلى أهمية وأبعاد الاتصال بين الرئيسين الصيني والسوري ومضمون الحوار الذي دار بينهما وهو حوار لا يقتصر على المصالح المشتركة للبلدين فقط عندما يؤكدان على بذل جهود مشتركة للدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، مع الإشارة هنا إلى تأكيد الرئيس الصيني بأن سوريا واحدة من أوائل الدول العربية التي أسست علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة، وواحدة من الدول الراعية لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن استعادة الصين مقعدها القانوني في الأمم المتحدة. والامر الآخر عندما يؤكد الرئيس الصيني استمرار دعم بلاده بقوة ” لسوريا في حماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية، وتعارض بشدة تدخل القوى الخارجية في شؤونها الداخلية” معبرا عن ثقته في “أن سوريا ستتخطى مختلف المخاطر والتحديات، وستحقق انتصارات جديدة في نضالها للدفاع عن استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وسيحتضن الشعب السوري مستقبلا أفضل”.وبالمقابل اعتبر الرئيس الأسد أنّ العلاقة مع الصين محوريةٌ ومهمةٌ من أجل دعم الشعب السوري في صموده ضد الإرهاب المدعوم دولياً، وفي وجه الحصار الذي أضرَّ بشكلٍ كبيرٍ بمختلف جوانب حياته .وعبر عن حرص سورية على تطوير العلاقة بين المؤسسات الحكومية في البلدين خاصةً مع تحسن الوضع الأمني في أغلب المناطق وبنفس الوقت الانضمام لمبادرة الحزام والطريق التي تشكل طريقاً للاقتصاد والتنمية وأسلوباً جديداً في تعامل الدول مع بعضها من أجل ربط المصير المشترك للشعوب وللبشرية ، ووقوف سورية إلى جانب الصين في وجه الحملات الغربية التي تحاول ضرب الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي، لأن العالم اليوم بحاجةٍ للسلام والتنمية لا للتوتر والتهديدات.ومن هنا أيضاً يمكن القول إن الإرادة المشتركة لأي بلدين تستمد قوتها من تحررها من الإملاءات الخارجية ومن اجتراح الحلول النوعية في تعزيز عملية الإصلاح والتنمية ومد الجسور مع الدول والشعوب التي تنشد الإنصاف والعدالة واحترام السيادة الوطنية لكل دولة مهما كانت المسافات حتى لو أبعد من الصين .