منذ بدايات الحضارة كان الجمال هدفاً يسعى إليه البشر و بخاصة المرأة ، فالجمال و الخوف من التقدم في العمر يشكل هاجساً لدى غالبية النساء ، لذلك تلجأ النساء دوماً إلى طرق و أساليب جديدة للمحافظة على الجمال و الشباب الدائم ، و في الآونة الأخيرة أصبح استخدام المواد المالئة التجميلية أمراً منتشراً بكثرة ومتاحاً لدى عامة الناس و ليس فقط حكراً على الفنانين أو فئة معينة من الناس فما هي هذه المواد ؟
هي مواد تملأ التجاعيد و الأخاديد الناتجة عن التقدم بالعمر وبالتالي تعمل من خلال الحجم الذى تضيفه، والمناطق الأكثر شيوعا لفقدان حجم الوجه تشمل : خطوط ابتسامة بين الأنف وزوايا الفم ، وخطوط التجهم بين زوايا الفم والذقن ، تحت العين وعلى الخدين ، خط الفك السفلي ، والشفتين.
و لدينا الفيلر و البوتوكس لنتعرف ما الفرق بينهما ، فالفيلر هي مواد من حمض الهيالورونيك، وهو سكر الجيلاتين الطبيعي الموجود بالفعل في جسم الانسان حيث يتم وضع حمض الهيالورونيك و الكولاجين في الطبقة الوسطى من الجلد لاستعادة وحدة التخزين بصورة فورية،و هذه المواد تتحلل تدريجياً بمرور الوقت ،وحمض الهيالورونيك يستمر 6-9 أشهر . بينما توضع المواد المالئة الحديثة في الجزء السفلي من الطبقة الوسطى للجلد حيث انها تحفز الجسم على انتاج الكولاجين ، و هذه المواد تتحلل على مدى عدة أشهر في حين أن الكولاجين الجديد يحافظ على تصحيح 9-15 شهر ، و يتم استخدام مخدر موضعي وأيضا الحقن باستخدام إبر صغيرة بعناية لضمان تقليل الكدمات إلى أقصي أقل حد ممكن.
أما البوتوكس فهو مادّة بروتينيّة تتميّز بأنها تشبه في تركيبها مادة الأستيل كولين التي تنقل الإشارات العصبية من الأعصاب للعضلات وعند حقن هذه المادّة ضمن العضلات، ترتبط هذه المادة بمستقبلات الاستيل كولين فتمنعه بذلك من تحريض تقلّص العضلة ،ويعالج البوتوكس التجاعيد الحركيّة وهي التجاعيد التي تظهر عند حركة العضلة وتزول عند زوال هذه الحركة، أما عندما تتحول هذه التجاعيد إلى تجاعيد ثابتة مرتسمة على الجلد حتى بدون حركة العضلات المسؤولة تصبح الإستفادة من حقن البوتوكس جزئية، بمعنى أنّها تحسّن من التجاعيد دون أن تزيلها تماماً .
وأخيراً هل يمكن استخدام المواد المالئة والبوتوكس معا؟
نعم. البوتوكس يريح العضلات والمواد المالئة تضيف حجم للأماكن المراد ملئها، و بالتالى حقن الاثنين معا يعزز الفوائد التجميلية.
وهناك عدة احتياطات يجب على المرضى تجنبها قبل الحقت ، اذ يجب تجنب مسيلات الدم مثل الأسبرين والإيبوبروفين ، والجرعات العالية من فيتامين (E) ، وزيت السمك ، لبضعة أيام قبل الحقن بالمواد المالئة و ذلك للتقليل من خطر النزيف والكدمات. وينبغي على أي شخص لديه تاريخ الإصابه بالقروح الباردة للوجه أن يأخذ العلاج الوقائي في يوم الحقن. أيضاً هناك بعض الناس الذين لا ينبغي حقنهم بالمواد المالئة مثل هؤلاء الذين يعانون من حساسية متعددة بالجلد ، والأفراد الذين يعانون من أمراض الكولاجين الوعائية مثل الذئبة الحمامية.
و يمكن أن يحصل تورم معتدل واحمرار يستمر لمدة 2-3 أيام ولكنها قد تستمر لفترة أطول. يمكن وضع المكياج في المكان المعالج بعد ساعه من الحقن.
أدام الله على قلوبكم الصحة و الجمال ، فالجمال الداخلي ينعكس على الشكل الخارجي و يبقى الأهم هو جمال الروح و الأخلاق الصيدلانية الإعلامية سارة محمد شاهر أبوسمرة