علاج التوتر بالتوقف عن الحديث السلبي مع الذات… كيف؟

التفكير الإيجابي يساهم في التحكم في التوتر كما يمكنه تحسين صحة الجسم عموماً. لذلك لا بد من التغلب على الحديث السلبي مع الذات من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة: هل تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ؟ قد تعكس إجابتك عن هذا السؤال الأزلي، مدى التفكير الإيجابي ونظرتك للحياة، ونظرتك لنفسك، وما إذا كنت متفائل أم متشائم؛ بل إنها قد تؤثر في صحتك.
تعرّف إلى كيفية علاج التوتر بالتوقف عن الحديث السلبي مع الذات، بحسب خبراء “مايو كلينك” الأميركية:


تُظهر بعض الدراسات أنّ سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثر على العديد من جوانب صحة وعافية الفرد. ويُعد التفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءًا أساسيًّا من التحكم في التوتر. ويصحب التحكم في التوتر العديد من الفوائد الصحية. إذا كنت تميل للتفكير المتشائم، فلا داعي لليأس؛ لأنه بإمكانكِ تعلم مهارات التفكير الإيجابي.


ما هو التفكير الإيجابي؟

التفكير الإيجابي لا يعني محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الصعبة. فالمقصود بالتفكير الإيجابي أن تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية. حيث يجب أن تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
يبدأ التفكير الإيجابي دائماً بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. يكون بعض حديثك مع النفس نتاجاً للعقل والمنطق. وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات.
إن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة على الأرجح متشائمة. وإن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح متفائل، أي تمارس التفكير الإيجابي.

فوائد صحية للتفكير الإيجابي

يُواصل الباحثون جهودهم في اكتشاف آثار التفكير الإيجابي والتفاؤُل على الصحة. وتتضمَّن الفوائد الصحية التي قد يوفرها التفكير الإيجابي ما يلي:
– زيادة العمر المتوقع.
– خفض مُعدَّلات الاكتئاب.
– تقليل مستويات الشعور بالتوتر.
– زيادة مقاومة الإصابة بالزكام والإنفلونزا.
– التمتُّع بصحة نفسية وبدنية أفضل.
– تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن المرض القلبي الوعائي.
– تحسين مهارات التكيُّف خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتر.
هذا وترى إحدى النظريات أن التحلّي بنظرة إيجابية يُتيح لكِ التأقلم بطريقة أفضل مع المواقف المسببة للتوتر؛ مما يُقلل من الآثار الصحية السيئة التي يسببها الضغط النفسي لجسدكِ.
ومن المعتَقَد أيضًا أن الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين يميلون إلى اتباع أنماط حياة أكثر صحة؛ فهم يُمارسون المزيد من الأنشطة البدنية، ويتَّبِعون نظامًا غذائياً أكثر صحة ولا يدخنون أو يتناولون الكحوليات المحرمة.

تعرّف على التفكير السلبي


إذا كنت غير متأكد، مما إذا كان حديثك مع نفسك إيجابياً أم سلبياً، فإليك بعض الأشكال المعروفة للحديث السلبي مع النفس:
– الترشيح: تكبير النواحي السلبية لموقف ما وتجاهل جميع النواحي الإيجابية فيه. على سبيل المثال، كان يومك في العمل رائعاً، أكملت جميع مهامك قبل الوقت المحدد وتمت مجاملتك على إنهاء المهمة. لكنك في المساء تركز فقط على خطتك لتنفيذ مهام أكثر ونسيت المجاملات التي تلقيتها.
– شخصنة الأمور: عند حدوث أمر سيئ، تلوم نفسك تلقائياً. على سبيل المثال، سمعت أنه ألغيت أمسية الخروج مع الأصدقاء وتفترض أن الخطط تغيرت لأنه لا أحد يريد وجودك.
– الشعور بالكارثة: تتوقع الأسوأ تلقائياً. يتلقى المقهى طلبك وأنت في سيارتك وتحصل على طلب غير الذي تريده، ثم تفكر أن بقية يومك سيكون كارثياً.
– الاستقطاب: ترى الأمور إما جيدة وإما سيئة. لا توجد حلول وسط لديك. تشعر بأنك تحتاج أن تكون مثالي وإلا فأنت فاشل.

حوّل التفكير السلبي إلى إيجابي

يمكنك تعلم تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. إنّ العملية بسيطة، ولكنها ستأخذ وقتًا وممارسة، فأنت تكتسب عادة جديدة في نهاية الأمر. في ما يلي بعض الطرق؛ كي تفكر وتتصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلًا:


– حدّد الجوانب التي يمكن تغييرها: إذا كنت تريد أن تصبح أكثر تفاؤلًا ويكون تفكيرك أكثر إيجابية، فحدّد أولًا جوانب الحياة التي تفكر فيها بطريقة سلبية عادةً، سواء أكانت العمل أو الانتقالات اليومية أو علاقاتك. يمكنك البدء بشكل بسيط من خلال التركيز على أحد الجوانب؛ كي تفكر فيها وتتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية.

– قيّم نفسك: توقف وقيّم ما تفكر فيه بشكل متكرر خلال اليوم. وإذا وجدت أن أغلب أفكارك سلبية، فحاول إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.

– كن منفتحآ للمزاح: أعطِ نفسك الإذن للابتسام أو الضحك خاصة أثناء الأوقات العصيبة. ابحث عن المرح في ما يحدث كل يوم. حينما تضحك من الحياة، ستشعر بتوتر أقل.


– اتبع نمط حياة صحي: مارس الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة تقريباً في معظم أيام الأسبوع. ويمكنك أيضاً تقسيمها على تدريبات مدة كل منها عشر دقائق خلال اليوم. فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابياً على مزاجك وتخلصك من التوتر. اتبع نظاماً غذائياً صحياً لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك. وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.

– خالط الأشخاص الإيجابيين: تأكد من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة. وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشكك في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.

– جرّب الحديث الإيجابي مع النفس: ابدء بهذه القاعدة البسيطة: لا تُحدث نفسك بأي شيء لم يمكن أن تقوله للآخرين. كن رئيف بنفسك وشجعها. إذا خطرت لك فكرة سلبية، فقيِّمها بطريقة عقلانية واستجيب للتأكيدات بشأن ما تتميز به من صفات جيدة. فكِّر في أشياء تقدرها في حياتك.
 

مارس التفكير الإيجابي كل يوم

إذا كنت تميل إلى أن يكون لديك نظرة سلبية، فلا تتوقَّع أن تُصبح متفائل بين عشية وضحاها. ولكن مع الممارسة، سيتضمَّن حديثك الذاتي نقدًا ذاتيًّا أقل وقبولاً أكثر لنفسك. قد تُصبح أيضاً أقل انتقاداً للعالم من حولك.
عندما تكون حالتك الذهنية متفائلة بشكل عام، تَزيد قدرتك على التعامل مع التوتر اليومي بطريقة بناءة أكثر.

سيدتي نت