في سوق باب سريجة بدمشق يتجول الخمسيني عبد الحميد درميني بين بسطات الخضر والفواكه والمواد الغذائية، يمسك في يده قائمة الحاجات المطلوبة ومع كل سماع عن الأسعار تقبض يده على القائمة باللاشعور عند مقارنته ما في جيبته وما هو مطلوب منه في القائمة. ويقول لـ«الوطن»: أقلّب الأسعار وأفاضل بين الحاجات المطلوبة، هناك ارتفاع جنوني للأسعار منذ الأسبوع الماضي إلى اليوم. ويضيف: عندي ثلاثة أولاد في الجامعات وأنا وزوجتي نعمل موظفين أعمل في شركة خاصة بعد الظهر وهناك الكثير من الحاجات الضرورية لا نستطيع شراءها، وخاصة بعد الارتفاعات الأخيرة منذ الأيام الماضية، وتراوح الارتفاع بين 25 و30 بالمئة وبعض المواد أكثر، وشملت قائمة الارتفاعات الزيوت والأرز والسكر واللحوم والبيض والخضر الأساسية والفواكه لا نقترب منها لا للتذوق ولا لغيره، والمنظفات والمواد الغذائية والمعلبات والبقوليات والحبوب، وبطبيعة الحال نحن مقاطعون الحلويات.
وفي جولة لـ«الوطن» على الأسواق رصدت ارتفاع سعر علبة المتة كل يوم بين 50 و100 ليرة، والعدس المجروش ارتفع من 2800 إلى 4000 ليرة ومفقود من الأسواق، والسكر انفقد في الأسواق بعد تدخل السورية للتجارة وهو غير متوافر بجميع الصالات، وهناك تفاوت في توافره بين محافظة وأخرى، والحمص ارتفع من 2500 ليرة إلى 3800 ليرة، والأرز ارتفع في يوم واحد 300 ليرة، وعلبة الصابون 6 قطع ارتفع سعرها من900 إلى 2800، ورب البندورة ارتفع ثمنه، والحجة دائماً ارتفاع تكاليف الطباعة وثمن العبوات. وكيلو القهوة ارتفع من 14 إلى 21 ألف ليرة، وزيت دوار الشمس ارتفع أيضاً من 7500 إلى 9000 ونفد في الأسواق، ومعجون الأسنان ارتفع 20 بالمئة وكيلو البرغل ارتفع 15 بالمئة، كما ارتفعت أسعار المحارم والشامبو والمنظفات والطحينية بنسب متفاوتة وصلت إلى 30 بالمئة.
أسعار الخضر أيضاً صعدت درجات نحو الأعلى حيث سجل كيلو البطاطا على الرغم من إيقاف تصديرها 1700 ليرة، وكيلو التفاح بين 1500 و2000 ليرة، وكيلو العنب 2500 ليرة، وكيلو البندورة 1500 ليرة، وكيلو الخيار 1700 ليرة، وصحن البيض وصل إلى 10 آلاف ليرة، وكيلو الفروج المنظف ارتفع من 6000 إلى 7500 في صالات «السورية للتجارة».
كما ارتفع سعر كيلو الحليب من 1400 إلى 1700 ليرة، وعلبة الجبنة من 3000 إلى 3700 ليرة، وكيلو اللبنة البلدية من 12 إلى 13500.
تاجر الجملة أبو حمود بين أن الارتفاع في الأسعار يومي وبشكل لحظي وأحياناً يكون الارتفاع مرتين في اليوم ذاته للسلعة ذاتها، وقال: يأتي المندوب يخبرنا أن السلعة ارتفع سعرها قبل تنزيل البضاعة، ويتم منحنا فواتير نظامية نبيع بموجبها ونعلق التسعيرة. وأشار أبو حمود إلى ارتفاع التكليف الضريبي للمحلات 10 أضعاف بحجة تضاعف رأس المال نتيجة التضخم الحاصل والمالية تلاحق التجار كما أن أجور النقل المرتفعة جعلت من الأسواق غير متزنة وارتفاع تكاليف العمال ومستلزمات الإنتاج حيث يباع ليتر المازوت بـ3500 ليرة وهذه التكاليف تحمل على المنتج النهائي.
مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمد مروان باغ بين في تصريح خاص لـ«الوطن» أن أي بيع بسعر زائد عن النشرة الصادرة عن الوزارة بالنسبة للمواد التي تسعرها يتعرض المخالف إلى عقوبات ويتم تنظيم الضبط التمويني بحقه أصولاً بمجرد وجود أي شكوى عليه، لافتاً إلى أن تسعير المواد يتم بعد دراسة جميع تكاليف المادة، وأي مواد مسعرة بسعر زائد خارج النشرة يتم سحب عينة للدراسة السعرية، ويتم عرضها على لجنة الأسعار، وفي حال وجود فواتير بهذه المواد تتم ملاحقة المصدر بالتلاعب بالأسعار.
وبالنسبة لارتفاع أسعار مادة الفروج ضمن صالات السورية للتجارة من الأسبوع الماضي إلى اليوم أكثر من ألف ليرة بين باغ أن ذلك يعود إلى عدة عوامل منها ارتفاع تكاليف الإنتاج والأعلاف وأجور النقل والمازوت، ويتم حالياً إعداد تسعيرة بالتشارك مع الجهات المعنية. وبالنسبة لارتفاع أسعار القهوة أوضح باغ أن أسعار مادة القهوة ارتفعت عالمياً ولم تصدر نشرة رسمية بسعر القهوة بعد ولا يحق للتجار الخروج عن سعر النشرة الصادرة عن الوزارة.
وكشف باغ عن إعداد تعليمات جديدة تعطي لمراقب التموين صلاحية تنظيم الضبط بأي مخالفة يراها أو يسمع بها ولو ما اشتكى المواطن وفي أي وقت كان.
الوطن