وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم المسلح الذي هز أمس الإثنين جامعة بيرم وسط روسيا وأودى بحياة 8 أشخاص بـ«المصيبة الهائلة»، وجاء ذلك في حين قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه لا توجد حالياً قرارات بشأن تغييرات في مجلس الوزراء على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الروسية الحالية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوتين، خلال لقاء مع رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، إيلا بامفيلوفا: «أود أن أبدأ بكلمات التعازي في المأساة التي حدثت (أمس) الإثنين في بيرم. أفهم جيداً أنه لا توجد عبارات تعاطف يمكن أن تخمد مرارة وألم مثل هذه الخسائر، خاصة عندما يدور الحديث عن شباب بدؤوا حياتهم قبل قليل، إنها مصيبة هائلة وليس فقط بالنسبة للأسر التي خسرت أطفالها وإنما للبلاد كلها».
وأضاف بوتين: «ستتخذ السلطات الإقليمية والفدرالية كل الإجراءات الضرورية لدعم المصابين وأسر الشباب الذي لقوا حتفهم، كما ستعمل أجهزة الأمن كل ما يلزم للتحقيق في هذه الجريمة المروعة وتحديد أسباب ما حصل».
من جانبها، قالت الممثلة الرسمية للجنة التحقيق الروسية سفيتلانا بيترينكو لـ«سبوتنيك» إن مسؤولي تطبيق القانون حددوا هوية الطالب الذي من المفترض أنه أطلق النار، وتم اعتقاله.
وقالت: «وفقاً للتقارير، فتح طالب كان على أرض أحد مباني جامعة بيرم الحكومية الوطنية للبحوث، النار على آخرين، ويجري تحديد البيانات المتعلقة بالقتلى والمصابين، تم تحديد هوية المشتبه فيه»، مضيفة: «قتل بنتيجة الحادث 8 أشخاص، إضافة إلى إصابة آخرين، سيتم التأكد من أعداد القتلى والمصابين».
وتم إلقاء القبض على منفذ الهجوم الذي أصيب خلال محاولته مقاومة عناصر قوات الأمن خلال عملية احتجازه.
وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه لا توجد حالياً قرارات بشأن تغييرات في مجلس الوزراء على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الروسية الحالية.
وأوضح بيسكوف أنه في حال قرر الرئيس فلاديمير بوتين ذلك فإنه وفقاً للدستور الجديد يجري ذلك بالتنسيق مع مجلس الدوما (مجلس النواب)، مؤكداً أنه حتى الآن لا توجد قرارات بهذا الشأن.
في السياق، أعلنت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية إيلا بامفيلوفا أن التقارير حول خطط مزعومة لتأجيل إعلان نتائج الانتخابات العامة «مزيفة»، مشيرة في نتائج محدثة نشرتها إلى تقدّم حزب «روسيا الموحدة» الحاكم في الانتخابات التشريعية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بامفيلوفا قولها للصحفيين أمس رداً على تقارير انتشرت على تيليغرام بهذا الخصوص: «لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار لأنه لا توجد أسباب لذلك» مشيرة إلى أن لجنة الانتخابات تحلل أسباب التأخير القصير في فرز الأصوات عبر الإنترنت في موسكو.
وأقفلت مراكز الاقتراع أبوابها مساء أمس وبدأت على الفور عمليات فرز الأصوات في انتخابات أعضاء مجلس الدوما في دورته الـ8 التي استمرت 3 أيام من الـ17 إلى الـ19 من أيلول الجاري بمشاركة 14 حزباً.
وحقق حزب «روسيا الموحدة» فوزاً كبيراً بحصده 50 بالمئة من أصوات الناخبين وفق القوائم الحزبية كما يميل إلى كسب 199 مقعداً في الدوائر الانتخابية الأحادية التفويض يؤهله لتشكيل أغلبية دستورية في مجلس الدوما الروسي بدورته الثامنة بعد فرز نحو 95 بالمئة من محاضر اللجان الانتخابية في سائر أنحاء البلاد.
في حين حل الحزب الشيوعي الروسي ثانياً بنحو 19.4 من الأصوات وفق القوائم الحزبية، كما يرجّح أن يحصل على 9 مقاعد برلمانية في الدوائر الأحادية التفويض.
واجتاز حاجز 5 بالمئة الذي يؤهل لدخول مجلس الدوما كل من الحزب الديمقراطي الليبرالي برصيد 7.5 بالمئة وتحالف «روسيا العادلة – من أجل الحقيقة».
ويرمي الاقتراع إلى انتخاب 450 نائباً في مجلس الـ«دوما» على حين تجرى أيضاً انتخابات محلية وإقليمية في البلاد.
وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العام 2016، نال حزب «روسيا الموحدة» 54.2 بالمئة من الأصوات، بينما نال الحزب الشيوعي 13.3 بالمئة، وبالتالي يبدو أن الشيوعيين في طريقهم لتحقيق نتائج أفضل مقارنة بالاسـتحقاق الماضي.
الوطن