نشرت «الوطن» في الرابع من شهر آب الماضي حول التأخير الكبير في تعيين ومباشرة الناجحين في مسابقة المسرحين والمفرزين لوحدات الإدارة المحلية (مجالس المدن والبلدات والبلديات) في محافظة طرطوس من الفئات الأولى والثانية والثالثة، ونقلنا يومها على لسان الشاكين والمعنيين في عدد من الوحدات الإدارية والمحافظة أن السبب في هذا التأخير يعود لعدم توفر الاعتمادات المالية وعدم تحويل المبالغ المطلوبة من وزارة الإدارة المحلية، وذكرنا على لسان مدير المالية في المحافظة أن الكتلة السنوية المطلوبة للمفرزين إلى وحدات الإدارة المحلية تبلغ 360 مليون ليرة (قبل زيادة الرواتب) للفئتين الأولى والثانية البالغ عددهم 581 ومبلغ 45 مليوناً للفئة الثالثة ويتم حساب كتلة الفئتين الرابعة والخامسة، وطالبنا بتخصيص هذه الاعتمادات بما أمكن من السرعة بعد أن مضى على صدور النتائج أكثر من ستة أشهر وأكثر من أربعة أشهر على الفرز.
بعد ذلك بثلاثة أيام أبلغنا أمين عام المحافظة أن الاعتمادات المالية رصدت وحولت من وزارة الإدارة المحلية لكل البلديات وأن مباشرة الناجحين المفرزين ستتم فوراً بعد أن أزيل سبب التأخير لكن للأسف حتى الآن لم تتم المباشرة لأسباب تتعلق بتقصير وتأخير الوحدات الإدارية في إصدار صكوك التعيين وفي متابعة تأشيرها من الجهاز المركزي للرقابة المالية أو لأسباب أخرى لا نعرفها وفي ضوء ذلك تتلقى «الوطن» كل يوم عدة شكاوى من المسرحين المفرزين يشرحون فيها معاناتهم في الذهاب والإياب للسؤال عن سبب عدم مباشرتهم بخلاف زملائهم في الجهات العامة الأخرى ما دامت أتت الاعتمادات، وينتقدون فيها القائمين على البلديات ويحملونهم مسؤولية التأخير الجديد.
تابعنا هذه القضية مع عدد من الوحدات الإدارية وسألنا عن السبب في هذا التأخير الجديد فبين المدير الإداري لمجلس مدينة طرطوس معن محرز أنه تم إعداد كل قرارات تعيين الفئات الأولى والثانية والثالثة المفرزين للمدينة وأنه سيتم إرسالها اعتباراً من الأحد القادم إلى الجهاز المركزي للرقابة المالية لتأشيرها متوقعاً أن يباشر هؤلاء البالغ عددهم (10 فئة أولى- 96 فئة ثانية- 50 فئة ثالثة) قبل نهاية هذا الشهر، أما الفئة الرابعة فسوف يتم إعداد قرارات تعيينهم لاحقاً ومن ثم إرسالها للتأشير والفئة الخامسة بعدها عند تأمين الاعتماد المالي لها.
أما رئيس مجلس مدينة الدريكيش سامي سويدان فأكد أنهم أعدوا القرارات للمفرزين وعددهم 31 وأرسلوها منذ أسبوع للجهاز المركزي لتأشيرها وهم بانتظار إعادتها لهم.
أمين عام المحافظة ورداً على سؤال «الوطن» عن أسباب التأخير وعد بمتابعة الأمر والتدقيق في أسباب التأخير مع كل الوحدات الادارية ومساءلة المقصرين وتسريع إجراءات التعيين.
محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وبعد أن وضعناه بصورة التأخير الذي تلا تأمين الاعتمادات طلب من المديرية المختصة بالمحافظة الإجابة وبعد إجابتها المحافظ أحالها إلينا حيث تضمن الجواب أنه فيما يخص الفئة الثانية والمفرزين للأمانة العامة قراراتهم قيد التأشير في الجهاز المركزي وخلال هذا الأسبوع سيباشر الجميع، أما فيما يخص الوحدات الإدارية فهو الشيء نفسه كذلك وفق المعلومات من رؤساء الوحدات الإدارية… والسبب في التأخير كان بسبب تأخر الاعتماد المالي والموضوع قيد المتابعة.
وبخصوص الفئتين الرابعة والخامسة تضمن الجواب أنه تم الفرز للوحدات الإدارية بعد ورود قرار وزارة التنمية الإدارية ليتم مخاطبة الوزارة بتأمين الاعتماد لهم والموضوع متابع من مدير المالية في الأمانة العامة.
مما تقدم نلاحظ أن التأخير الحاصل حتى الآن بعد تأمين الاعتمادات تتحمل مسؤوليته الوحدات الإدارية أكثر مما يتحمل مسؤوليته الجهاز المركزي للرقابة المالية حيث إنها تأخرت كثيراً في إعداد قرارات التعيين وفي إرسالها للجهاز وبالتالي، نطالب بألا يحصل ذلك مع المفرزين من الفئتين الرابعة والخامسة الذين مضى على صدور نتائجهم نحو ثمانية أشهر وخاصة أن البلديات بأمس الحاجة لهم وهم بأمس الحاجة للعمل.
الوطن
