الأمريكيون سيودّعون العراق أيضا

الأمريكيون سيودّعون العراق أيضا.موقع أصدقاء سورية.
الأمريكيون سيودّعون العراق أيضا.موقع أصدقاء سورية.

تحت العنوان أعلاه، كتب ستانيسلاف إيفانوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، عن تحويل موارد الولايات المتحدة وقواها في اتجاه آخر أكثر أولوية لواشنطن.

وجاء في مقال إيفانوف، كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: 

بعد أفغانستان، قرر البيت الأبيض سحب القوات الأمريكية من العراق. أُعلن عن ذلك في واشنطن بعد لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في السادس والعشرين من يوليو 2021.

مع تحويل نهج البيت الأبيض إلى تقليل الوجود العسكري في الشرق الأوسط إلى واقع، يلاحظ أن لكل دولة خصوصياتها من وجهة نظر السياسة الخارجية الأمريكية. فقد رأت واشنطن أن المهمة العسكرية في أفغانستان قد اكتملت، وأن مسألة بنية الدولة هناك وتوزيع السلطات يجب أن يقررها الأفغان أنفسهم دون تدخل أجنبي.

أما الوضع في العراق، فمختلف. فبينما تدعم الأغلبية الساحقة من السياسيين الشيعة العراقيين انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، يعارض الأكراد وبعض العرب المؤيدين للغرب، في البرلمان والحكومة، مثل هذا القرار. وهم يستندون في موقفهم إلى خطر إحياء الخلافة الإسلامية القائم، فضلاً عن خطر تدخل إيراني أكبر في الشؤون الداخلية للعراق.

على الأرجح، تأخذ إدارة بايدن كل هذه النقاط في الاعتبار. وخطر قيام إيران بملء الفراغ الذي سينجم عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق يؤثر بشكل مباشر على مصالح الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة. تخشى إسرائيل وأنظمة الخليج الملكية تحول العراق إلى جسر عسكري سياسي لطهران وتقوية ما يسمى بـ “الهلال الشيعي” (العراق، سوريا، لبنان، اليمن، البحرين..) في المنطقة.

من الواضح أن الاجتماع بين بايدن والكاظمي، تطرق إلى مسألة منع تعزيز نفوذ طهران في العراق، ومن المحتمل أن تكون الحكومة العراقية قد تعهدت بالحفاظ على الوضع الراهن الذي نشأ في البلاد وحولها. يبدو كأن واشنطن تعيد توزيع الموارد المالية والعسكرية من الشرق الأوسط نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لأنها ترى في الصين منافسها الأكبر في الصراع المستقبلي على زعامة العالم في جميع المجالات.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر:RT