انطلق مشروع توثيق التراث الثقافي السوري اللامادي في محافظة طرطوس الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية بهدف صون وحماية هذا التراث ورصد المتغيرات التي طرأت عليه خلال فترة الحرب في مسعى للحفاظ على الهوية الثقافية السورية.
مديرة التراث اللامادي بوزارة الثقافة المهندسة رولا عقيلي أوضحت في تصريح لـ سانا أن أولى خطوات المشروع بدأت في محافظة طرطوس اليوم وذلك ضمن برنامج الوزارة لحماية هذا التراث والذي تندرج ضمنه عدة مشاريع أهمها توثيق التراث اللامادي حيث ينقسم بدوره إلى ثلاث مراحل شملت الأولى تحديث قائمة الحصر الوطنية المؤلفة من 100 عنصر ويجري تحديثها كل سنتين في حين تضمنت الثانية قوائم الجرد بالمحافظات أما الثالثة فتقوم على حصر العناصر المهمة الموجودة بهذه القائمة لاختيار الأهم وفقاً لقوائم الجرد.
وبينت عقيلي أنه لا يوجد أي عنصر لمحافظة طرطوس ضمن العناصر المئة ولذلك تم اختيارها لانطلاق المشروع إضافة إلى كونها غنية بالتنوع الثقافي والعناصر اللامادية.
عقيلي التي قدمت في اليوم الأول محاضرة حول مفهوم التراث المادي واللامادي والترابط بينهما لفتت إلى أن عدد المتدربين 60 شاباً وشابة سيعملون على مدى شهر على الأرض وفقاً للاستبيان الذي تم تزويدهم به من خلال لقاءات مع مختلف شرائح المجتمع وفي مختلف مناطق المحافظة وسؤالهم عن أهم عناصر التراث اللامادي بالنسبة لهم معتبرة أن المجتمع المحلي أساس التراث كونه يمارسه وينقله من جيل لآخر.
بدورها وصفت رزان محاميد من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية في تصريح مماثل بعد تقديمها محاضرة بعنوان (مشروع الجرد وكيفية التخطيط له مع التعريف بآلية عمل الفرق الميدانية على الارض وتقسيماتها) المشروع بالنوعي الشامل لتوثيق التراث اللامادي مشيرة إلى أنه تم تعريف المتدربين الذين اختيروا بشكل يراعي التوزع الجغرافي وخبرتهم بمجال التراث على اتفاقية التراث اللامادي لعام 2003 إضافة إلى مفهوم التراثين المادي واللامادي مع تعريفهم بمشروع الجرد وقوائم الحصر وكيفية إعداد هذه القوائم وآلية العمل الميداني.
وعبر عدد من المتدربين عن أهمية المشاركة بهذا المشروع النوعي والضروري لهوية المجتمع السوري التراثية والثقافية كما ذكر المتدرب بهاء مهنا مدير المكتب الإعلامي بمديرية ثقافة طرطوس لأنه يجده يشمل مجالات عديدة وواجبنا حماية هذا التراث وصونه للأجيال القادمة بشكل دقيق وموثق.
وأوضحت المتطوعة بالأمانة السورية للتنمية أماني عبد الله أن وجودها مع باقي المتدربين للتعرف على مفهوم التراث وأهم عناصره في المحافظة والمشاركة بالعمل الميداني بعد استكمال التدريب جاء من منطلق الشغف والاهتمام لاكتشاف تراثنا السوري الغني آملة أن يحقق المشروع الهدف والغاية المرجوة منه بأفضل صورة.
سانا