«إرث».. معرض يتجه نحو الحركة الميكانيكية والتوازن القلق … هشام المليح لـ«الوطن»: أبحث عن الغرائبية.. وأتمرد على الشكل

هشام المليح فنان ونحات مرهف وحساس يحاول دائماً أن يشق طريقه ويرسم أسلوبه بشكل خارج عن المألوف، يختار الأشياء غير التقليدية، فهو شخص ملول يكره النمطية، أشكاله النحتية تندرج تحت إطار الغرائبية والموديرن ولايهتم لكونها تجريداً.

في معرضه «إرث» يصنع الدهشة ويحقق الحلم من خلال 17 منحوتة خشبية وواحدة من الحديد، يترك لنا الكثير من الإرث سواء كان حزيناً أم سعيداً إلا أن الرسالة تستحضر بجماليتها وبشاعتها لترسم فينا الأمل والذكرى.

حيث أقيم في صالة «زوايا» برعاية من وزارة الثقافة، معرض للفنان هشام المليح بحضور عرفان أبو الشامات رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين وعدد من الفنانين والنحاتين، علماً أن المعرض مستمر إلى يوم الثلاثاء الجاري.

قدسية خاصة وقيمة

وكشف النحات هشام المليح في تصريح خاص لـ«الوطن» أن معرض (إرث): «هو الشيء الواقعي والثابت الذي لا يتغير ونتوارثه بشكل دوري، هو يحكي عن الأصالة التي لا تتغير، واعتبر أن النحت يشبه الإرث إلى حد كبير لأنه مادة حاضرة لا تتغير لكونها مادة أصيلة لها حضورها، وإلى الآن نقيس حضارة الدول بأعمالها النحتية، هذا هو الإرث والنحت هو شيء حاضر، وأعتقد أن العنوان له قدسية وأحببت أن أقدس النحت من خلال هذه الكلمة».

وبيّن المليح أن الشيء الذي أضاف معنى للعنوان: «بأن هناك 17 عملاً خشبياً وعملاً واحداً حديدياً، هو قطعة من تفجير حدث عام 2013، استشهد من خلاله الكثير من الناس في منطقة العدوي في دمشق، ونتج عنه هذه القطعة الحديدية والكثير غيرها، إلا أن هذه القطعة لفتت انتباهي، أخذتها بعد عام من التفجير وبقيت عندي منذ ذلك الوقت إلى أن أقمت معرضي هذا، وممكن أن نعتبرها إرثاً قبيحاً ولكنني أريد من خلالها التذكير بأننا خسرنا الكثير من الضحايا الأبرياء ومازال هذا الإرث موجوداً ليذكرنا بتلك المرحلة، ووضعتها في غرفة وحيدة وبعيدة عن كل القطع لأعطيها قدسية خاصة وقيمة مادية كبيرة حيث إن ثمنها مرتفع جداً عن كل المنحوتات».

وأوضح المليح أنه لا توجد رسالة مباشرة للمعرض قائلًا: «أعتقد أن أي فنان يعمل بمشاعره ويكون صادقاً مع نفسه ويتعامل مع الفن كفن وليس كحرفة، سيقدم شيئاً واقعياً وهذه حالة حوار بيني وبين المتلقي، وبالنسبة للأشكال الهندسية التي أعمل عليها فأفضل الخطوط القاسية الحدة والسطوح الصريحة الواضحة، أشعر أن ذلك يعطيني حضوراً وكياناً أكثر من الخط اللين، كما أن الزاوية الحادة تشبهني، والشكل الهندسي بالفراغ يشبهني أكثر من الخط الرومانسي، مع أنني لا أعمل برومانسية في العمل النحتي، هذه هي الهوية التي أعمل عليها وأحاول أن أدمج بين الحالة العلمية والحالة الفنية وأعمل شيئاً له علاقة بالحركة الميكانيكية والتوازن القلق، حتى يكون العمل متوازناً بصرياً وفيزيائياً مئة بالمئة، وهناك ثلاثة أنواع من التوازن في الفيزياء قلق ومستقر ومتأرجح وأنا أعمل بشكل دائم على التوازن القلق لأنه مريح بصرياً ويعطي قيمة أكبر وبعيد عن الشيء المألوف الذي نراه دائماً في المعارض، فأنا شخص ملول أحب أن أكسر القواعد».

أعمال.. موديرن

وأفاد المليح: «أبحث عن الغرائبية وأستطيع أن أسمي أسلوبي غرائبياً أكثر من كونه تجريداً لأن كلمة تجريد أصبحت مملة ومطروقة حيث إن كل عمل ليس مفهوماً نقول عنه تجريداً.

وممكن أن تكون أعمالي (موديرن) أكثر من كونها تجريدية، وبشكل عام لا توجد خامة انسجم معها أكثر من خامة كل موضوع له خامته، وأميل عادة إلى الخامة وما يناسبها».

وكنت سعيداً جداً بآراء الناس حيث عبر أغلبهم عن جمالية المعرض وكان التعليق: «إنه أول معرض يحتوي على عنصر الدهشة لكونه خارجاً عن المألوف وليس اعتيادياً، لأنني حاولت أن أتمرد على الشكل، لأن ذلك موجود بشخصيتي لا أحب أن أكون شخصاً اعتيادياً وأكره بطبعي الأشياء التقليدية، وكان هناك إقبال كبير من الناس وكثير من النحاتين مثل الدكتور فؤاد دحدوح رئيس قسم النحت الذي قال: إنه للمرة الأولى يرى أن هناك نحتاً حقيقياً في كتلة بالفراغ ويشعر أنه أمام عمل نحتي، والكثير من الناس غمرتني بآرائها الإيجابية مع أنني كنت خائفاً، لأن هذا المعرض هو الفردي الأول لي وهذا ما جعلني أعمل كثيراً لأقدم من خلاله شيئاً جديداً».

وعن الأسلوب واختيار الأشكال أوضح المليح: «في الوقت الذي أشتغل فيه منحوتات غير تقليدية وموديرن وفانتازيا وغرائبية، كنت من جهة أخرى أقدم أعمالا واقعية واشتغلت الكثير من البورتريات لشخصيات سورية كالماغوط وممتاز البحرة ونزار قباني وسليمان العيسى وحنا مينا، حيث إنني لم أرَ أعمالاً نحتية للأدباء السوريين، وبما أنني مدرس لمادة النحت في المركز التربوي للفنون التشكيلية أشتغل أمام الطلاب ليروا ويتعرفوا على هذه الشخصيات السورية العريقة ويشكلوا ثقافة عنهم، وربما أطمح أن يأتي يوم ويُنحت لي تمثال خاص كنحات ترك بصمة وأثراً في هذا العالم»

هشام المليح فنان ونحات مرهف وحساس يحاول دائماً أن يشق طريقه ويرسم أسلوبه بشكل خارج عن المألوف، يختار الأشياء غير التقليدية، فهو شخص ملول يكره النمطية، أشكاله النحتية تندرج تحت إطار الغرائبية والموديرن ولايهتم لكونها تجريداً.

في معرضه «إرث» يصنع الدهشة ويحقق الحلم من خلال 17 منحوتة خشبية وواحدة من الحديد، يترك لنا الكثير من الإرث سواء كان حزيناً أم سعيداً إلا أن الرسالة تستحضر بجماليتها وبشاعتها لترسم فينا الأمل والذكرى.

حيث أقيم في صالة «زوايا» برعاية من وزارة الثقافة، معرض للفنان هشام المليح بحضور عرفان أبو الشامات رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين وعدد من الفنانين والنحاتين، علماً أن المعرض مستمر إلى يوم الثلاثاء الجاري.

قدسية خاصة وقيمة

وكشف النحات هشام المليح في تصريح خاص لـ«الوطن» أن معرض (إرث): «هو الشيء الواقعي والثابت الذي لا يتغير ونتوارثه بشكل دوري، هو يحكي عن الأصالة التي لا تتغير، واعتبر أن النحت يشبه الإرث إلى حد كبير لأنه مادة حاضرة لا تتغير لكونها مادة أصيلة لها حضورها، وإلى الآن نقيس حضارة الدول بأعمالها النحتية، هذا هو الإرث والنحت هو شيء حاضر، وأعتقد أن العنوان له قدسية وأحببت أن أقدس النحت من خلال هذه الكلمة».

وبيّن المليح أن الشيء الذي أضاف معنى للعنوان: «بأن هناك 17 عملاً خشبياً وعملاً واحداً حديدياً، هو قطعة من تفجير حدث عام 2013، استشهد من خلاله الكثير من الناس في منطقة العدوي في دمشق، ونتج عنه هذه القطعة الحديدية والكثير غيرها، إلا أن هذه القطعة لفتت انتباهي، أخذتها بعد عام من التفجير وبقيت عندي منذ ذلك الوقت إلى أن أقمت معرضي هذا، وممكن أن نعتبرها إرثاً قبيحاً ولكنني أريد من خلالها التذكير بأننا خسرنا الكثير من الضحايا الأبرياء ومازال هذا الإرث موجوداً ليذكرنا بتلك المرحلة، ووضعتها في غرفة وحيدة وبعيدة عن كل القطع لأعطيها قدسية خاصة وقيمة مادية كبيرة حيث إن ثمنها مرتفع جداً عن كل المنحوتات».

وأوضح المليح أنه لا توجد رسالة مباشرة للمعرض قائلًا: «أعتقد أن أي فنان يعمل بمشاعره ويكون صادقاً مع نفسه ويتعامل مع الفن كفن وليس كحرفة، سيقدم شيئاً واقعياً وهذه حالة حوار بيني وبين المتلقي، وبالنسبة للأشكال الهندسية التي أعمل عليها فأفضل الخطوط القاسية الحدة والسطوح الصريحة الواضحة، أشعر أن ذلك يعطيني حضوراً وكياناً أكثر من الخط اللين، كما أن الزاوية الحادة تشبهني، والشكل الهندسي بالفراغ يشبهني أكثر من الخط الرومانسي، مع أنني لا أعمل برومانسية في العمل النحتي، هذه هي الهوية التي أعمل عليها وأحاول أن أدمج بين الحالة العلمية والحالة الفنية وأعمل شيئاً له علاقة بالحركة الميكانيكية والتوازن القلق، حتى يكون العمل متوازناً بصرياً وفيزيائياً مئة بالمئة، وهناك ثلاثة أنواع من التوازن في الفيزياء قلق ومستقر ومتأرجح وأنا أعمل بشكل دائم على التوازن القلق لأنه مريح بصرياً ويعطي قيمة أكبر وبعيد عن الشيء المألوف الذي نراه دائماً في المعارض، فأنا شخص ملول أحب أن أكسر القواعد».

أعمال.. موديرن

وأفاد المليح: «أبحث عن الغرائبية وأستطيع أن أسمي أسلوبي غرائبياً أكثر من كونه تجريداً لأن كلمة تجريد أصبحت مملة ومطروقة حيث إن كل عمل ليس مفهوماً نقول عنه تجريداً.

وممكن أن تكون أعمالي (موديرن) أكثر من كونها تجريدية، وبشكل عام لا توجد خامة انسجم معها أكثر من خامة كل موضوع له خامته، وأميل عادة إلى الخامة وما يناسبها».

وكنت سعيداً جداً بآراء الناس حيث عبر أغلبهم عن جمالية المعرض وكان التعليق: «إنه أول معرض يحتوي على عنصر الدهشة لكونه خارجاً عن المألوف وليس اعتيادياً، لأنني حاولت أن أتمرد على الشكل، لأن ذلك موجود بشخصيتي لا أحب أن أكون شخصاً اعتيادياً وأكره بطبعي الأشياء التقليدية، وكان هناك إقبال كبير من الناس وكثير من النحاتين مثل الدكتور فؤاد دحدوح رئيس قسم النحت الذي قال: إنه للمرة الأولى يرى أن هناك نحتاً حقيقياً في كتلة بالفراغ ويشعر أنه أمام عمل نحتي، والكثير من الناس غمرتني بآرائها الإيجابية مع أنني كنت خائفاً، لأن هذا المعرض هو الفردي الأول لي وهذا ما جعلني أعمل كثيراً لأقدم من خلاله شيئاً جديداً».

وعن الأسلوب واختيار الأشكال أوضح المليح: «في الوقت الذي أشتغل فيه منحوتات غير تقليدية وموديرن وفانتازيا وغرائبية، كنت من جهة أخرى أقدم أعمالا واقعية واشتغلت الكثير من البورتريات لشخصيات سورية كالماغوط وممتاز البحرة ونزار قباني وسليمان العيسى وحنا مينا، حيث إنني لم أرَ أعمالاً نحتية للأدباء السوريين، وبما أنني مدرس لمادة النحت في المركز التربوي للفنون التشكيلية أشتغل أمام الطلاب ليروا ويتعرفوا على هذه الشخصيات السورية العريقة ويشكلوا ثقافة عنهم، وربما أطمح أن يأتي يوم ويُنحت لي تمثال خاص كنحات ترك بصمة وأثراً في هذا العالم»

الوطن