مواجهات عنيفة واقتحام للمباني الرسمية وعشرات المصابين … لبنان يحيي الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت.

أحيا اللبنانيون أمس الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، بمزيد من الاحتجاجات والمواجهات والاقتحامات التي أسفرت عن سقوط عشرات المصابين من جراء التراشق مع القوى الأمنية والغاز المسيل للدموع.
المحتجون انطلقوا باحتجاجاتهم أمس من أمام مجلس النواب اللبناني، حيث تجمع الآلاف منهم قرب المرفأ المدمر، وتوجه المئات إلى الشوارع المؤدية إلى مجلس النواب، الذي انتشرت في محيطه تعزيزات أمنية مكثفة.
وحاول عشرات الشبان اجتياز الحواجز الأمنية المؤدية إلى البرلمان من جهات عدة، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، وأشعل محتجون النيران على أحد مداخل مجلس النواب كما ألقوا الألعاب النارية والحجارة بكثافة على قوات الأمن الموجودة خلف أبواب المجلس.
واقتحم عدد من المتظاهرين أحد المباني المحيطة بمقر مجلس النواب واستولوا على عدد من أجهزة الكمبيوتر والأوراق والمحتويات التي ألقوها من شرفات المبنى وأشعلوا النيران فيها أيضاً في محيط المجلس، الأمر الذي دفع قوى الأمن اللبناني لإخلاء المتظاهرين بالقوة وعن طريق الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
الصليب الأحمر اللبناني، أعلن عن إصابة 54 شخصاً خلال الاحتجاجات بوسط بيروت والجميزة، في وقت عمد فيه بعض المحتجين إلى اقتحام مكاتب وزارة الاقتصاد اللبنانية والعبث بمحتوياتها، كما اقتحم آخرون مبنى مؤسسة كهرباء لبنان.
من جهتها سجلت الخارجية الأميركية دخولاً معتاداً على خط ما يجري في لبنان وأعلنت في بيان لها: أن من يسمون أنفسهم بالقادة في لبنان يتحملون مسؤولية الفشل الذي تشهده البلاد، وأضافت: «نملك وسائل عدة لمحاسبة المسؤولين عن معاناة اللبنانيين من بينها العقوبات» على حد وصفها.
وتزامناً مع الاحتجاجات في الذكرى الأولى للانفجار، عقدت الدول المانحة عبر تقنية الفيديو بدعوة من فرنسا وبرعاية الأمم المتحدة، مؤتمرها الثالث منذ الانفجار «من أجل لبنان»، وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مؤتمر المانحين تعهد بتقديم 370 مليون دولار مساعدات جديدة للبنان، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنها مساعدات خجولة ولا ترقى إلى الحجم المتوقع.
وطالب مشاركون في المؤتمر، بالإسراع في تشكيل حكومة لبنانية قادرة على إجراء الإصلاحات الضرورية، والتحضير للانتخابات المقررة عام 2022، وبالكشف سريعاً عن نتائج التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، على حين شدّد الرئيس اللبناني ميشيل عون على حاجة لبنان إلى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني هو ضرورة ملحّة.
هذه التطورات تزامنت مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق ثلاثة صواريخ من لبنان أحدها سقط داخل الحدود اللبنانية، واثنان سقطا في مستوطنة «كريات شمونة»، وأشار جيش الاحتلال إلى أن طواقم الإسعاف تعاملت مع أربع إصابات بالهلع في صفوف المستوطنين.
مدفعية الاحتلال عمدت إلى قصف عدد من القرى اللبنانية الحدودية، وقال الجيش اللبناني في بيان له: إن «مدفعية العدو الإسرائيلي قصفت باثنتين وتسعين قذيفة وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام، إضافة إلى سهل بلاط، بعد إطلاق صواريخ من إحدى المناطق الجنوبية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وفي وقت لاحق مساء أمس أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بفقدان السيطرة على النيران الناجمة عن سقوط الصاروخ قرب مستعمرة «كريات شمونة» داخل الأراضي المحتلة، حيث عجزت آليات الإطفاء عن إخمادها.

الوطن