برع أبناء جزيرة أرواد في طرطوس بصناعة السفن البحرية والقوارب الخشبية منذ القدم حيث توارث الأرواديون هذه المهنة عن أجدادهم الفينيقيين واستخدموا فيها أنواعاً مختلفة من الأخشاب كما أن أغلب الأدوات المستخدمة في صناعتها يدوية.
“مهنة صناعة السفن يتعلمها الأبناء منذ الصغر وليس بالدراسة الأكاديمية” هذا ما أكده خالد حمود لمراسلة سانا وهو من أبناء جزيرة أرواد ويعمل بصناعة السفن مشيراً إلى أن أبناء الجزيرة يحاولون بشكل دائم تطوير هذه الصناعة التي حققوا فيها نجاحاً مستمراً لغاية اليوم فهم قادرون على صنع أكبر السفن التي تضاهي الصناعات العالمية.
وأوضح ابن جزيرة أرواد الذي يعمل بصناعة السفن أيضاً القبطان فاروق بهلوان أن صناعة السفن في الجزيرة تتميز بالجودة والمتانة والقدرة على مقاومة العواصف والأنواء بسبب الاتزان المبنية عليه لافتاً إلى أنهم وبفضل الخبرة التي اكتسبوها خلال سنوات طويلة أصبحت لديهم القدرة على تطوير وتحديث كل مركب أو سفينة عن سابقها إلى أن وصلوا للشكل الذي يتناسب مع كل فترة زمنية.
ولفت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين بطرطوس منذر رمضان إلى أن صناعة المراكب والسفن في أرواد صناعة فينيقية تاريخية يتجاوز عمرها 2500 عام قبل الميلاد لكنها اليوم مهددة بخطر الاندثار وتوقف أبناء الجزيرة عن العمل بها نتيجة قلة المردود المادي للعاملين بها بشكل عام حيث إن أغلب العاملين بها لم يعلموا أبناءهم على امتهانها كمصدر للرزق.
وبين رمضان أن أبناء الجزيرة اليوم يرون أن العامل البحري العادي دخله أعلى من دخل العامل بصناعة السفن البحرية وذلك بسبب قلة تصدير السفن والمراكب البحرية مشيراً إلى أهمية البحث عن طريقة لدعم هذه الصناعة للحفاظ عليها ومنعها من الاندثار.
غرام محمد
المصدر:سانا