15 حريقاً في اللاذقية 3 منها ضخمة.. و«الزراعة» تستنفر لمواجهة الحرائق … قائد الفوج لـ«الوطن»: تم السيطرة على جميع الحرائق

حذّرت منصة الغابات ومراقبة الحرائق التابعة للهيئة العامة للاستشعار عن بعد من خطورة تأثر معظم أراضي الغابات شمال غرب سورية بالحرائق بدءاً من أمس الأول ولغاية السبت القادم، وبدورها أعلنت الجهات المعنية في اللاذقية جهوزيتها للحد من أي حريق وفق خطة شاملة للعام الجاري.
وشهدت محافظة اللاذقية يوم أمس نشوب 15 حريقاً بين الريف والمدينة، منها 3 حرائق ضخمة في اليعربية والبصة وطرجانو.
قائد فوج الإطفاء في اللاذقية الرائد مهند جعفر أكد لـ«الوطن»، السيطرة على جميع الحرائق بالتعاون مع فوج إطفاء مديرية الزراعة والحراج والدفاع المدني بعدة مواقع.
وبيّن أنه تم إخماد حريق خطير قرب المحطة الحرارية في منطقة اليعربية، وآخر خلف محطة وقود العادل، كما تم إخماد حرائق بقلب ومحيط المدينة منها في حي القلعة ومنطقة أفاميا قرب جسر المدينة الرياضية، ورأس شمرا، وطريق القصر، وشارع 8 آذار، وصولاً إلى مدجنة فديو ومنطقة القرداحة، وتمت السيطرة عليها جميعاً.
من جهة ثانية، أشار الرائد جعفر إلى إصابة رجل ستيني جراء تسرب بأسطوانة الغاز ضمن منزل سكني في حي الرمل الجنوبي، أدى لانهدام جدار وسقوطه على صاحب المنزل، وتم إسعافه إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم.
وحول الأضرار، بيّن جعفر أن أضرار الحرائق اقتصرت على مساحات الأراضي المزروعة، ومنها 6 دونمات من الأعشاب والأشجار في منطقة البصة، و5 دونمات من أشجار الصنوبر في غابة قريبة من مدجنة فديو، و20 دونماً من أشجار الزيتون والحمضيات والأعشاب في طرجانو قرب سد الثورة.
بدوره أكد مدير الزراعة في اللاذقية منذر خيربك لـ«الوطن»، استعداد المديرية للحد من الحرائق التي تعتبر المهدد الأكبر للغابات والغطاء الحراجي لأنها تلتهم مساحات شاسعة في وقت قصير خاصة إذا ما ترافقت مع ظروف جوية مساعدة كارتفاع درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة والرياح الشرقية الجنوبية.
وبيّن خيربك أنه تم إقرار وبشكل سنوي قبل بداية موسم الحرائق إعداد خطة شاملة لإدارة مكافحة الحرائق، مشيراً إلى إقرار خطة عام 2021 من خلال اجتماع برئاسة محافظ اللاذقية وجميع الجهات المعنية للاستعداد وإجراء ما يلزم من قبلهم في هذا المضمون بالتزامن مع اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية الهادفة للحد من الحرائق وتقليص مساحتها في حال حدوثها.
وأشار مدير الزراعة إلى أهم التدابير المتخذة وتتضمن، ترميم الطرق الحراجية وخطوط النار المنتشرة في المواقع الحراجية لتكون سالكة أمام صهاريج الإطفاء والآليات العاملة بإخماد الحرائق، لافتاً إلى أن خطة الترميم تبلغ لهذا العام 1700 كم، وتم البدء بتنفيذها اعتباراً من 3/5/2021 من خلال 16 بلدوزراً، وتم تنفيذ 634.5 كم حتى تاريخه.
وأضاف: إنه تم شق طرق حراجية جديدة في بعض المواقع الحراجية الكثيفة والبعيدة بمساحة مقررة هذا العام نحو 10 كم سيتم البدء بتنفيذها فور الانتهاء من خطة الترميم مع الإشارة إلى صعوبة أو استحالة الشق في بعض المواقع نتيجة الانحدارات الشديدة والطبيعة الصخرية.
ولفت مدير الزراعة إلى مراسلة الجهات ذات الصلة (خدمات فنية– كهرباء– سكك حديدية) لتنظيف جوانب الطرق العامة وتحت شبكات التوتر وجوانب السكك الحديدية من الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال قبل موسم الحرائق.
وشدد على تجهيز مراكز الإطفاء بجميع المستلزمات وتعيين عمال إضافيين بموجب عقود موسمية لزيادة الكتلة العددية، مبيناً وجود خمسة مراكز إطفاء جاهزة في المحافظة (قسطل معاف– الحفة– القرداحة– القليلة– جبلة) مقابل خروج مركزين عن الخدمة، إضافة إلى تجهيز أبراج المراقبة الموجودة بالخدمة -عددها 11 برجاً- بجميع مستلزمات العمل من محطات لاسلكية وبطاريات شحن إضافة لتعيين عمال إضافيين بهدف استمرار المراقبة على مدار الساعة.
ومن ضمن الإجراءات المتخذة، تشكيل 13 فرقة تدخل سريع من العمال الموسميين في المناطق الحراجية البعيدة من مراكز الإطفاء بهدف التعامل مع الحرائق بأسرع وقت ممكن والحد من انتشارها ريثما تصل الإمكانيات الأساسية، وتوزيع صهاريج الإطفاء التابعة للمديرية على المواقع الحراجية حسب أهمية كل موقع إذ بلغ عدد الصهاريج 35 إطفائية منها 33 صهريجاً جاهزاً و3 صهاريج تغذية، ووضع 19 جراراً مع مطورة مياه ومضخة لاستخدامها مع الفرق الميدانية في بعض المواقع الحراجية البعيدة التي يصعب وصول الإطفائيات الكبيرة إليها.
وأشار خيربك إلى العمل من خلال فرق التربية والتنمية على تخفيف الكثافة الحراجية في الغابات الصنوبرية وتقليل الوقود القابل للاشتعال.
وتشمل الاستعدادات، دراسة مصادر المياه في المحافظة ودعم المناطق الحراجية الفقيرة بالمياه من خلال تركيب خزانات بلاستيكية كحل إسعافي، بسعة تتراوح بين 45-70 م3 حيث تم خلال العام الماضي تركيب 3 خزانات في (القليلة– كرم المعصرة– قلعه المهالبة)، وسيتم خلال هذا العام تركيب 11 خزاناً في مناطق مختلفة من المحافظة محددة مسبقاً ومجهزة مواقعها.
وأشار إلى تأهيل بعض الخزانات البيتونية الموجودة سابقاً ضمن المواقع الحراجية لتعبئتها بالمياه والاستفادة منها في حال حدوث حريق في المواقع القريبة، لافتاً إلى خزانين جاهزين في قرية (البور وبيت حليبية) إضافة إلى 6 خزانات قيد التجهيز (أمليك– الشيخ مبارك– بسطوير– مركية– السكرية– بيت حليبية).

وبالنسبة للإجراءات التوعوية أكد خيربك على أهميتها بهدف إيصال رسالة حول أهمية الغابات وضرورة المحافظة عليها وحمايتها من جميع أنواع التعديات وذلك باستهداف أكبر عدد من المواطنين ومن جميع الفئات العمرية والشرائح المجتمعية وخصوصاً القاطنين بجوار الغابة ويتم ذلك من خلال الندوات واللقاءات المتكررة في المدارس إذ تم خلال 2020 إقامة 58 لقاء مع الطلاب والتلاميذ استهدفت 2385 طالباً وتلميذاً.
وأضاف: إنه تمت إقامة عدة معارض بيئية و4 ورشات عمل تهدف لتعليم الطلاب كيفية إعادة تدوير منتجات الغابة واستخدامها في لوحات فنية، إضافة لتنفيذ حملات التشجير ضمن ساحات المدارس وتعليم التلاميذ كيفية الزراعة ضمن الأصص، وإقامة حملات التشجير في المواقع الحراجية بمشاركة جميع الفرق التطوعية والجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية منوهاً بتنفيذ 23 حملة تشجير حتى تاريخه.

الوطن