الفضائح المتلاحقة عن فساد النظام التركي وعلاقاته الوثيقة بالإرهاب سواء في سورية أو غيرها من الدول وسياساته الاقتصادية الفاشلة وممارساته القمعية الخطيرة إضافة إلى ضربات جديدة تلقاها رئيس هذا النظام رجب طيب أردوغان كشفت أنه ضعيف مثل اقتصاد بلاده وفقاً لمجلة ذي إيكونوميست البريطانية.
ومع الخسائر الفادحة التي يتكبدها الاقتصاد التركي وتراجع الليرة التركية على نحو متواصل جراء سياسات أردوغان المالية الفاشلة أوضحت المجلة أن الأتراك لم يعودوا قادرين على التسامح مع فضائح الفساد التي تتكشف منذ أشهر عن النظام في بلدهم مشيرة إلى تدني الدعم الشعبي لأردوغان وحزبه الحاكم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وتواصلت فضائح النظام التركي وخبايا العلاقات الوثيقة التي تربطه بالتنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها “القاعدة” بالتكشف عبر فيديوهات متتالية نشرها زعيم المافيا التركي سادات بكر في الآونة الأخيرة وعرى فيها فساد المقربين من أردوغان وتورطهم في جرائم خطيرة بما فيها دعم الإرهاب والقتل وتجارة المخدرات.
وفي أحد هذه الفيديوهات التي نشرها الشهر الماضي أكد بكر تعاون الاستخبارات التركية مع عصابات المافيا لتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية إلى التنظيمات الإرهابية في سورية وبالأخص تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي تحت غطاء المساعدات الإنسانية مبيناً أن اثنين من مساعدي أردوغان متورطان في عمليات التهريب هذه بالإضافة إلى الإتجار غير المشروع في سورية.
ذي إيكونوميست أشارت إلى أن أردوغان كان يأمل بأن العاصفة التي أطلقها بكر عبر ما كشفه من فضائح تجرم رئيس النظام التركي ودائرته المقربة ستنتهي بعد إعلان بكر في الـ 20 من حزيران الماضي أنه سيتوقف عن نشر الفيديوهات بعد تلقيه تهديدا بالاغتيال.
وبينت المجلة أن ارتياح اردوغان ” كان قصير الأجل ” فقد اعتقلت السلطات النمساوية رجل الأعمال التركي سيزجين باران كركماز المدرج على لائحة أمريكية لاتهامات تتعلق بغسيل الأموال والفساد والاحتيال والذي كان زعيم المافيا بكر كشف في احد فيديوهاته وجود علاقات قوية تربط بين وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو وكركماز.
المجلة أكدت أيضا أن أردوغان غير قادر على التخفيف من الفضائح المتتالية التي هزت أركان نظامه وعلى الرغم من تعامي المؤيدين لحزبه عن أدلة الفساد التي تجرمه والمقربين منه حين كان الاقتصاد التركي في مرحلة جيدة إلا أنهم أصبحوا أقل تسامحاً في ظل ارتفاع الأسعار وانهيار الليرة التركية وارتفاع التضخم.
دعوات أردوغان إلى خفض أسعار الفائدة وإقالته المفاجئة لآخر ثلاثة من محافظي البنك المركزي تسببت بهبوط الليرة التركية وتراجع مصداقية البنك بشدة ولا سيما أمام المستثمرين الأجانب ووفقاً لبيانات أصدرتها وكالة التنظيم والرقابة المصرفية الشهر الماضي تجاوزت خسائر البنوك العامة في تركيا المليار ليرة تركية بين شهري نيسان وأيار من العام الماضي.
المجلة البريطانية قالت إن “أردوغان يبدو ضعيفاً مع تدني الحزب الشعبي لحزبه” مشيرة إلى بيانات لمجموعة (بحث تركيا رابورو) التي رجحت أن أردوغان سيخسر في الانتخابات المقررة عام 2023 كما أن محاولات الأخير الفاشلة بتقديم نفسه على أنه “رجل الشعب” لم تعد تنفع برأي ذي إيكونوميست ففي الوقت الذي تخنق فيه الأزمة الاقتصادية تركيا انتشرت صور عقاره الرئاسي الجديد الذي يقدر بقيمة 74 مليون دولار بما يشمله من حوض سباحة وشاطئ خاص به.
استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي أشار إلى أن أكثر من نصف الشعب التركي يعدون نظام الحكم الذي حوله أردوغان من برلماني إلى رئاسي استبدادي عام 2018 ” نظاماً فاشلاً “.
وبين الاستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الميدانية الاجتماعية والسياسية في جميع أنحاء تركيا أن 3ر58 بالمئة من الأتراك قالوا إن نظام أردوغان الرئاسي فاشل في حين قال 4 ر61 بالمئة إنه ينبغي إجراء انتخابات عامة مبكرة.
سانا