متسلحون بالأمل والإرادة… مكفوفون ينالون بجدارة شهادة الثانوية العامة في حمص

تسلحوا بالأمل والإرادة وتحدوا ظروفهم الصعبة ونجحوا في نيل غايتهم وتحقيق حلمهم في الثانوية العامة فرغم فقدانهم البصر إلا أنهم امتلكوا البصيرة لمواصلة حياتهم.

مراسلة سانا في حمص التقت عدداً من المكفوفين الذين نجحوا في شهادة الثانوية العامة في مقر جمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر حيث بين الطالب ملاذ ماهر طنوس الذي نجح بتفوق في الفرع الأدبي أنه عمل خلال العام على تنظيم وقته ومتابعة الدروس بانتظام ودون إهمال لافتاً إلى أنه اعتمد على البرنامج الناطق للمكفوفين في متابعة دروسه وداعياً جميع الشباب إلى السعي الجاد لتحقيق طموحهم وعدم الاستسلام للظروف مهما كانت.

والدة ملاذ هالة إسبر قالت إنه مع نجاح ولدها بالثانوية نسيت كل تعبها وسهر الليالي معه وبالرغم من فقدان ولدها للبصر منذ كان صغيراً في الأشهر الأولى من ولادته إلا أنه يتمتع بذكاء وذاكرة وعزيمة لتحقيق النجاح ومتابعة طريق العلم.

بدوره ذكر الطالب بسام فرج سليمان من تدمر أنه انقطع بعد الصف العاشر عن الدراسة بسبب الحرب الإرهابية على سورية وعاد ليواصل تحصيله العلمي وينال شهادة الثانوية الفرع الأدبي معبراً عن سعادته الكبيرة بنجاحه وأمله في المساهمة ببناء وطنه وإعادة إعماره.

أما الطالب محمد لورنس بهادر فيرى أنه على الشباب التحلي بروح الإقدام والمثابرة لتحقيق أمنياتهم وطموحاتهم ولا سيما في ميادين العلم والمعرفة حيث ينوي دراسة الحقوق بعد نيله الثانوية فيما تجاوزت إسراء خربوطلي التي فقدت بصرها جراء الإرهاب مرارة حرمانها البصر والتهجير وحزنها على فقدان والدها وأخويها الصغيرين لتبقى والدتها السند الحقيقي لها وتمشي معها في كل خطوة وتحصل على مجموع عام 2048 من أصل 2800 في الفرع الأدبي حيث تطمح لدراسة الأدب العربي في الجامعة وشعارها دوماً الأمل بغد أفضل.

من جهتها بينت نورا الشرابي المشرفة التعليمية في جمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر بحمص أنه تقدم العام الحالي نحو 14 من الطلبة المكفوفين للشهادة الثانوية إضافة إلى عشرة تلاميذ في شهادة التعليم الأساسي حيث تسعى الجمعية بكل كوادرها إلى تقديم كل أشكال الدعم والرعاية للطلبة منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية من خلال تسجيل الدروس صوتياً وإقامة دورات برايل وغيرها بالتعاون مع الأهالي.

سانا