«طالبان» تتوعد واشنطن بعد غارات أميركية على مواقع أفغانية

هددت حركة «طالبان» الأفغانية الولايات المتحدة بـ«عواقب» بعد الغارات الجوية التي نفذها الجيش الأميركي لدعم القوات الأفغانية التي تحارب الحركة في ولاية قندهار.
وقالت الحركة في بيان أمس، نشره موقع «روسيا اليوم»: «لقد شنت قوات الاحتلال الأميركية الليلة الماضية «الجمعة» غارات جوية على إقليم قندهار وأجزاء من إقليم هلمند في أفغانستان، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين وبعض المجاهدين، هذا انتهاك واضح للاتفاقية الموقعة، وستكون له عواقب».
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في وقت سابق أن الطائرات الأميركية نفذت الغارات، لكنه امتنع عن تحديد المناطق التي وجهت الضربات إليها.
وقال كيربي: «خلال الأيام الماضية قمنا بدعم القوات المسلحة الوطنيــة الأفغانيــة مــن خــلال ضــربات جويــة، لكنني لن أكشف عن التفاصيل الفنية بشأن الضربات».
وهذه هي أول ضربات أميركية في أفغانستان منذ ترك قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر لمهامه الأسبوع الماضي، وتولي قائد القيادة المركزية «سينتكوم» فرانك ماكينزي لتلك المهام.
على خط موازٍ، قررت وزارة الداخلية الأفغانية، أمس السبت، فرض حظر تجول في جميع الولايات باستثناء كابول وننغرهار وبنجشير من الـ10 مساء وحتى الـ4 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، للحد من نشاط حركة «طالبان».
ونقلت قناة «طلوع نیوز» المحلية عن أحمد ضياء ضياء نائب المتحدث الرسمي باسم الداخلية الأفغانية، قوله: «من أجل منع تصاعد تحركات طالبان، فُرضت قيود ليلية في 31 محافظة من محافظات البلاد».
وأوضح ضياء أمس «أن هذه القيود ستبدأ في الساعة 10 مساءً وتنتهي في الساعة 4 صباحاً، حيث لن يُسمح للأشخاص بالسفر»، مشيراً إلى أن «مقاطعات كابول وننغرهار وبنجشير معفاة من هذا الحظر الليلي».
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت حركة «طالبان» سيطرتها على منطقة سبين بولداك على الحدود مع باكستان بعد قتال عنيف، لكن الحكومة الأفغانية قالت إنها استعادت السيطرة على المعبر الحدودي الذي يعد نقطة إستراتيجية تجارية مهمة.
وعقدت في الدوحة، السبت الماضي، محادثات بين ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان»، للتوصل لتسوية للأزمة التي تعيشها البلاد، في وقت تتوسع سيطرة حركة «طالبان» ميدانياً، وتقول الحكومة إنها تعمل على استعادة الأماكن التي استولت عليها الحركة.
وحسب بيــان مشــترك للجانبين، صدر عقب جولة من المفاوضات، فإنه تم الاتفاق على «ضرورة تسريع المفاوضاــت، من أجــل إيجـــاد حــل عــادل ودائــم للوضــع الحـــالي في أفغانســتان، في أســرع وقــت ممكــن».
وتصاعدت وتيرة العنف والقتال، في ظل تعثر المفاوضات بين طرفي النزاع الأفغاني، للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.
ويأتي التصعيد متزامناً مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان، على حين أعلنت طالبان أخيراً سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، إضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ونقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.

الوطن